الطيب الصالح عبقري الرواية العربية
(5)    
المرتبة: 27,509
تاريخ النشر: 01/06/2007
الناشر: دار العودة
نبذة نيل وفرات:هذا كتاب دونه صفوة من الكتاب الأدباء، نقداً ومدحاً وتفسيراً واحتفاءً بالروائي الطيب الصالح، ذاكراً بعضاً من أجمل ما كتب بحق هذا الروائي الجليل مثال أحمد سعيد محمدية، محي الدين صبحي، رجاء النقاش، علي الراعي، عبد الجلاب، جلال الشعري، عثمان حسن أحمد، سيد الفرغلي، هدى الحسيني.
وإليك في هذا النص ...ما كتبه محي الدين صبحي: "منذ عامين إلى اليوم، لم أجتمع بأديب عربي من مشرق وطننا أو مغربه، إلا وكان الأديب السوداني الطيب صالح مدار حديثنا ومنار إعجابنا ومحل تقديرنا. يستوي في ذلك الأدباء والشعراء والنقاد بل ومثقفو القراء ممن أتيح لهم أن يطلعوا على إنتاجه القليل المنشور في المجلات الأدبية، حتى غدا الطيب صالح معلماً على القصة العربية الجديدة والإنتاج الأدبي المتميز، والأديب الذي كان أن ولد ناضجاً بالغ النضج في نظرته وأسلوبه ومعالجته. وكنت من ناحيتي أرى فيه نموذجاً بالغ الأهمية لفترة الاختمار التي أعقبت قرناً من التفاعل بين الموهبة العربية والثقافة الغربية، وبالأخص التراث الأنكو-أمريكي في القصة والرواية.
فهو متكامل السمات الأدبية، واضح النماذج، منذ القصة الأولى "نخلة على الجداول" التي ألفها سنة 1953 إلى رواية "عرس الزين" الموضوعة سنة 1962 والتي سميت مجموعته الأولى باسمها.
إنه يرتد بموهبته إلى المجتمع السوداني، يستمد من بيئته النماذج الإنسانية والحوادث الاجتماعية ليعرض لنا أزمات الأفراد والمجتمعات وتقلب ضمائرهم، وإيمانهم بعقائدهم الموروثة، وتفسيرهم للتطور الطارئ على بيئتهم، وموقفهم من الأحداث التي تمسهم، ومساهمتهم بها، دون أن يغفل الإشارة إلى السؤال الغامض الذي يدور في نفوسهم -وهم أبسط الناس- عن معنى الحياة وغايتها، مع الإحساس بأن جهد الفرد نقطة تائهة في خضم الحياة: إن حياة الفرد ضرب من العبث إذا أخذناها بمعناها المجرد المطلق وتلك هي النظرة التي يعرضها لنا الطيب لصالح- لكن هذه الحياة نفسها إسهاماً فعال في تطور الأمة وفاعليتها، إذا أخذناها من نظرة قومية أو إنسانية جماعية، وهذا ما لم يلم به أديبنا العربي إلماماً كافياً، وإن كان لا بد أنه واصل إليه، لصحة منطلقاته الأدبية والفكرية.
هذه المنطلقات التي تقدم إلى القارئ العربي المجتمع العربي السوداني الذي يكاد أن يكون مجهولاً لدينا -بلهجة الحلوة، ورواسبه القريبة بل المماثلة للرواسب القائمة في مجتمعنا، واللعب السياسية التي مارستها العهود المختلفة التي طرأت على القطر السوداني الشقيق والتقدم الاجتماعي والتكنيكي الذي تم خلال ذلك، وموقف الشعب منه.نبذة الناشر:يظم المرء أن الطيب صالح نذر للرواية، وحسب وأن الرواية هي أفقه المديد، ودائرة عطائه الخلاق.. و لكن ها هي إطلالته الكبيرة والفجائية تؤكد أن الرجل أكثر من راو عملاق، وأن عالمه ليس السرد السائر، بل هو رجل فكر يمتعك بفكره، كما متعتك بما يقص عليم، وهو رجل تراث مسلح بأنواع المعرفة غائص في القديم بكل أعماقه التاريخية، مع صداقة وفية للغة، مبدع فيها صياغة وحساسية. مع عين لاقطة لحركة الإنسان الظاهرة والخفية، وحركة المجتمعات المستكينة والعاصفة..
يدخل إلى قلب النظريات الفلسفية بمنتهى السماحة واليسر آخذاً إياك إلهيا بلا عسف، ولا إشهار، وفياً نبيلاً مع المواقف والأصدقاء، ومحباً عاشقاً للحياة... إقرأ المزيد