تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:من بعيد سمعت خطاك عرفتك من بينهم حين جاءوا إلينا مساءً وفي أثرهم شمسهم من بعيد عرفتك قلت لقلبي كلاماً كثير، ومرجحته في شحوب الظلام وفي صمت خيمتنا الداكنة، كنت أضحك تنهرني عتمة، ثم تصرخ أمي أجلسي ساكنة... وقدمت شاياً لهم فلمحتك، كيف تصبب برد على جبهتي وعروقي ليس ...بها غير سيل من النار يجري وكيف وقفت أمامك ثانيتين، وأدركت أني نهر وأنك بحري. قلت قد جاء في زمن سوف أرتاح فيه من الحزن، والليل والتعب، وفي يوم عرسي قلت لأصلي: هو الآن أهلي، وقلت لأمي: هو الآن أمي... وأخي... وأبي. ليس في دمعتي الآن شيء سوى أنك الآن مت ويتمت يا سندى سحبي. ليس في دمعتي الآن شيء سوى أنها عتبي".
يعيد هذا الديوان القصيدة العربية إلى الناس على مستويين: الأول لأنه يفتح باباً عريضاً مشرعاً على جانب خفي حميم ومهمش من حياتهم، عبر رصد حياة أم بسيط وأب بسيط، وطبيعة العلامة بينهما وهما هنا والدة الشاعر، هذه العلامة التي تبدو مع ما يشبهها من علاقات وأنماط، جانباً مهملاً وخارج اهتمام الشعر، أما المستوى الثاني فإنه يتمثل في إعادة الشعر نفسه للبشر، بعيداً عن التهوين والأوهام التي غربت كثيراً من الأعمال الشعرية العربية في العقدين الماضيين وإذا كان موت الأب يلعب هنا دوراً في إعادة فتح أسئلة الوجود، فإن أسئلة الأم تفتح جراح الأحاسيس المغيبة، التي يتم التعامل معها كما لو أنها غير موجودة، وأسئلة منفى امتد عمره نصف قرن.
أهمية هذا العمل الشعري أنه يعود ليمحي الصور المختزلة حتى حدود التجريد، لخلق الله البسطاء الطيبين وليذكرنا أن لهم حبهم وشغفهم وعذاباتهم وأسرارهم، التي يتتبعها برفق هذا الديوان الذي قد يكون أول ديوان يكرس بأعماله لتلمس شخصية الأم من الداخل. إقرأ المزيد