العالم المؤرخ الشيخ زهير الشاويش وخزانته الشاويشية
(0)    
المرتبة: 39,930
تاريخ النشر: 21/08/2020
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات:قال أديب العربية الشيخ علي الطنطاوي في "ذكرياته" [3/326] في معرض كلام جليل له عن الشيخ زهير الشاويش: "أحد العشرة الذين قابلتهم في حياتي، من أذكى الأذكياء، صار نائباً في المجلس النيابي، وأقبل على النظر في الكتب، وعلى مجالسة العلماء وإقتباس كل نافع يسمع به أو يقرؤه، وكان كما ...قلت من أذكى الأذكياء الذين عرفتهم في حياتي، فصار عالماً يرجع إليه ويعتمد عليه، ورزقه الله منزلةً، وصارت له مكتبة كبيرة فيها نوادر المخطوطات... وهو العالم الفاضل زهير الشاويش".
لقد كان للشيخ زهير الشاويش دورٌ كبير في عنايته لشيخ الإسلام ابن تيمية نشراً لبعض تراثه، وكذا الكتب التي أُلّفت في مناقبه وترجمته ومآثره.
وقد كان له مكتبة كبيرة، التي قلّ أن اجتمع لأحدٍ من المعاصرين مثلها، وهي تحوي المئات من المخطوطات النادرة، والمئات من الدوريات الكاملة، وتعدّ مكتبته من أعظم المكتبات الخاصة في البلاد العربية.
يقول الشيخ زهير الشاويش، في معرض كلامٍ له حول بدايات تأسيس خزانته النادرة العامرة: "لما رجعت من فلسطين عام ١٩٤٩، كان والدي ميسور الحال، وكان أبو جعفر أخو الشيخ ناصر (ناصر الدين الألبناني) عنده وكان لبيع الكتب والتجليد في دمشق، وكان يشتري الكتب الدراسية القديمة ويصلحها، ثم يبيعها من جديد بأسعار أقلّ من الحكومة، وذات مرّة كنت جالساً عنده فجاءه شخص يريد كتباً مدرسة، ولما أعطاه الكتب قال له الرجل: كم المبلغ؟ فأخبره، فأخرج الرجل كتاباً وقال له: خذ هذا الكتاب عوضاً عن المبلغ، فرفض أبو جعفر هذا العرض، وأخبره أنه يريد مالاً مقابل الكتب المدرسية، فقلت للرجل: أعطني الكتاب، وأعطيته المبلغ المطلوب، وقلت لأبي جعفر: أعطيه الكتب، وزده نسخة من كتاب رياض الصالحين، ففرح بها الرجل، ولما رجعت إلى البيت تصفحت الكتاب، فإذا هو مخطوطة مذهبة لكتاب اسمه "أيها الولد" للشيخ أبي حامد الغزالي، وهو كتاب قيمٌ قمت بطبعه بعد ذلك في المكتب الإسلامي، ومن يومها بدأت بجمع ما يباع عند الدلال من كتب مستقلة، وفيها مخطوطات كثيرة [...].
وهذه إشارات لما تحتويه المكتبة الشاويشية من مخطوطات التي تنوع فنون العلم فيها ففيها نسخٌ كثيرة من "صحيح البخاري"، وأبعاضٌ من "صحيح مسلم"، ونسخُ من بعض "السنن الأربعة"، وقطعة من "مسند أحمد"، وبعض نوادره مسائله، مكتبة الفقه في المذاهب الأربعة، والنصيب الأوفى والخط الأوفر فيها هو كتب فقه الحنابلة، بل والنادر منها، وبعض مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه، وكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأحفاده وتلاميذه، ونسخة متقدمة من "الرسالة" للقشيري بخطّ أندلسي، ونسخة متقنة من "القاموس المحيط" وغيرها من النوادر، وما كان لهذه الخزانة أن تجتمع فيها إلا ببذل الغالي والنفيس.
وفي الخزانة الشاويشية فنون أخرى كالجغرافيا، والفلك، والرحلات، فضلاً عن كتب اللغة والنحو وفنون الخطّ والقلم، وأما الوثائق النادرة المثال، فهذه في الخزانة الشاويشية كثير؛ فمن ذلك: رسالة في ذكر أوقاف المدينة المنوّرة في دمشق وباقي بلاد الشام في أواخر القرن العاشر، وفيها توقيع وأختام المدينة المنورة، وقاضي دمشق في تلك السنة، وفيها: أسماء بعض أعيان المدينة النبوية في ذلك الزمن.
قال الدكتور محمد خير فرج عن الشيخ زهير: "كانت دارته محجّاً لأهل العلم والبحث والتحقيق، لإمتلاكه عشر ألف مخطوط، وفيها ثلاثمائة مصورة، وهي من المخطوطات النادرة [...].
وهكذا يمضي المحقق في حديثه حول تلك المكتبة الشاويشية بالإضافة إلى ما أورده في كتابه هذا من مواضيع أخرى حول العالم المؤرخ الشيخ زهير الشاويش، ومما جاء في هذا السياق: المقدمة وفيها بيان احتفال الاثنينية بجدّة بالشيخ زهير الشاويش، وبيان اهتمامه بشيخ الإسلام ابن تيمية ونشره لبعض مؤلفاته والكتب المترجمة له، ثم تسليطه الضوء على مكانة مكتبة الشيخ زهير وبذله لها لأهل العلم وثناء العلماء الأعلام عليه وعلاقته بهم، ومواقفه من العلماء وما ترجمه عن أعلامهم، وبيان اجازات الشيخ زهير وأسانيده والأخذ عنهم ومواضيع كثيرة قيمة حول هذا الشيخ العلامة والمؤرخ.
وليختتم الكتاب بخاتمة تناول فيها مواهب الشيخ زهير الشاويش وصعوبة الإحاطة بها، ثم أغنى الخاتمة بيان نماذج وأعيان جواهر مخطوطاته. إقرأ المزيد