لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

بيادق الضالين

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 242,098

بيادق الضالين
4.25$
5.00$
%15
الكمية:
بيادق الضالين
تاريخ النشر: 07/08/2019
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:"شغف"... "عاد من إجازة قصيرة قضاها مع العائلة في العقبة، ظلت زوجته تلح عليه حتى أصبح إلحاحها مزعجاً أكثر من قيادة السيارة إلى العقبة، فوافق، حاول أن يخفف من تبرمه قدر الإمكان خلال الإجازة كي يستمتع أحدهم على الأقل في العائلة، ولا يتحول الأمر إلى مسلسل من النكد المقرف، ...فتح باب شقته الأرضية، وحمل الحقائب إلى الداخل، التفت إلى ساعة الحائط في المطبخ فكانت تشير إلى السادسة مساءً.
يشعر بالتعب من قيادة سيارته طوال الساعات الأربع الماضية؛ لكن هذا لم يمنعه من الجلوس في غرفة المكتبة والإسترخاء على مقعده المريح، الغرفة الوحيدة التي يستريح فيها ولا يسمح للأولاد بدخولها، دائماً مرتبة ونظيفة، بالإضافة إلى كرسيه الأتير هناك منضدة مكتب من خشب الزان الصلد، عليها نقوش مستوحاة من أقوات مضت، على الحائط المقابل للنافذة الوحيدة في الغرفة رفوف خشبية بشكل أنيق ودقيق، ألفا كتاب نضدها على الرفوف بإنتظام وفهرسها ونفض الغبار عنها، اختار الكتب بعناية فائقة، ركز على التنوع في المواضيع من رواية، شعر، تاريخ، فنون، فلسفة، وفكر، نحو وصرف اللغة، أديان، دراسات وتراث، ظل دائماً يبحث عن النسخة أو الطبعة التي ترضيه، يكرر بإستمرار: الكتاب الجيّد يستحق طبعة بإخراج فني جميل، يتفقد بإستمرار المكتبات في وسط البلد لعله يقع على طبعة نادرة لكتاب معروف كما صدف معه مرة فوجد نسخة فريدة من كتاب الجمهورية لأفلاطون.
أمهات الكتب أفرد لها رفّاً خاصّاً في الوسط، فأصبحت مثل القلب من الجسم، يمكن القول بلا أية مبالغة أو تهويل، إن لديه حالة من الهوس بمكتبة، أو بتجميع الكتب الجميلة كما يحلو له أن يصفها، فجأة اقتحمت زوجة غرفة المكتبة مذعورة وقالت لاهثة: باب الشقة... باب الشقة مخلوع... الباب الآخر، انتصب واقفاً مذهولاً، مشت أمامه حتى وصلا إلى باب "البرندا" المخلوع، قال بعد أن تأكد من واقع الخلع: لقد تعرضنا للسرقة، تفقدت الشقة، ما زال كل شيء في مكانه، ماذا سرق إذن؟ لماذا اقتحم الشقة إذا لم يأخذ شيئاً؟ بدأت الأسئلة تتراكم والحيرة تتلبد، فكر أنه ربما لم يسعفه الوقت، وربما سمع صوتاً ما فخاف ولاذ بالفرار، سألت الزوجة: هل نبلغ الشرطة؟ أجاب بالطبع، ولكن دعينا نتأكد مجدداً أنه لم يسرق شيئاً.
حضرت الشرطة وتم رفع البصمات في الشقة، سألوا بضعة أسئلة وانصرفوا بعد أن تثبتوا من الواقعة الغريبة، عاد إلى غرفة المكتب ليتخلص من التوتر الذي نضح من عقله وجسده، ما إن جلس على كرسيه حتى نهض بسرعة وعينه على المكتبة، بدأ قلبه يخفق بسرعة، وحلقه يجف، ويداه ترتعشان، هناك كتب مفقودة النسخة التي طالما اعتز بها واعتبرها درّة المكتبة على الإطلاق، الجمهورية لأفلاطون، بحث عنه كالمجنون، في البداية ظن أنه قد أخطأ ووضعه في غير مكانه، نادى على زوجته بصوت عصبي، دخلت الغرفة وهي تدك أن هناك خطباً ما، سألت بتوجسٍ وقلق: ماذا حدث؟ أجاب بصوتٍ مفجوع: كتاب الجمهورية مفقود، هل دخل أحد الغرفة وعبث بالكتب، قال بحزم: لا، لم يدخل أحد من الأولاد الغرفة، كما أنني أوصدها المفتاح عندما لا تكون موجوداً... قالت بعفوية مطلقة: ربما سرقه اللص، نظر إليها بحدّة صارخة، قالت لعله أدرك قيمته ففضله على باقي الأشياء، قال بإرتباك واضح، قيمته قد لا تكون مادية، لكنه يعني الكثير لي، تابع حديثه بعد صمت: أي نوع من اللصوص هذا الذي يسرق كتاباً، لن أقول كتاباً عادياً، ولكن منذ متى يهتم اللصوص بالكتب...
حاولت الزوجة أكثر من مرة أن تبوح له ما حدث لكتاب الجمهورية لكنها لم تجرؤ، وكان ذلك عندما تناولته من المكتبة ذات ظهيرة قبل خروجهم إلى العقبة، إذ كان خارج المنزل ولم ير ما حدث حين انسكبت القهوة عليه فأفستدته... حارت في أمرها ولم تجد سوى التخلص منه فقذفت به إلى الحاوية، وفي نفسها يتردد القول هناك أشياء من الأفضل أن نحتفظ بها لأنفسنا وإلا تعقدت الحياة وليست الدنيا وجهها العبوس...
أسلوب سردي ممتع يأخذك الكاتب من خلال مجموعته القصصية هذه... فتطوف الأحياء، وتتبدى لك المنازل، ودون أن تطرق أبوابها - تنفتح لك على مشاهد شكلت قصصاً لطيفة... قصيرة، وهي على الرغم من قصرها تصنع عالماً من الحياة، يرسمه الكاتب بمهارة، فتحرك أمامك الشخصيات التي ربما شكلت واحدة منها ذاتك.
نبذة الناشر:هذه المجموعة تنطوي على أعمال قصصيّة هي الأولى في رصيد مؤلّفها، لكنها - وبلا شكّ - تؤشر على مسيرة قصصيّة ستكون صاعدةً من هنا، من هذا الموقع الفنيّ، وهي تنطوي على قلق وجوديّ تعكسه إهتمامات المؤلف وموضوعات القصص.
وهذا القلق الوجودي هو أوّل مرتكزات المؤلف في إنشاء قصصه، وهو قلق مشروع لدى الأديب والمبدع.
تعكس هذه القصص جاهزيّة المؤلف لإلتقاط موضوع أو موضوعات قصصه، والتي هي متاحةً للجميع، ولكنّ إستعداد الكاتب وجاهزيته هي الّتي تقف وراء التقاط موضوعاته التي تفرض نفسها بإلحاح داخل العمل القصصي، وتفعل فعلها بشكلٍ ضاغط على المؤلّف لتحريرها وتحويلها إلى عمل إبداعيّ مشوّق.
إن هذه القصص تعدّ بنظرنا إمتداداً فنيّاً ومضمونيّاً لما أتيح لي الإطلاع عليه من أعمال روائيّة منشورة ومخطوطة للمؤلّف.
د. سليمان الأزرعي

إقرأ المزيد
بيادق الضالين
بيادق الضالين
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 242,098

تاريخ النشر: 07/08/2019
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:"شغف"... "عاد من إجازة قصيرة قضاها مع العائلة في العقبة، ظلت زوجته تلح عليه حتى أصبح إلحاحها مزعجاً أكثر من قيادة السيارة إلى العقبة، فوافق، حاول أن يخفف من تبرمه قدر الإمكان خلال الإجازة كي يستمتع أحدهم على الأقل في العائلة، ولا يتحول الأمر إلى مسلسل من النكد المقرف، ...فتح باب شقته الأرضية، وحمل الحقائب إلى الداخل، التفت إلى ساعة الحائط في المطبخ فكانت تشير إلى السادسة مساءً.
يشعر بالتعب من قيادة سيارته طوال الساعات الأربع الماضية؛ لكن هذا لم يمنعه من الجلوس في غرفة المكتبة والإسترخاء على مقعده المريح، الغرفة الوحيدة التي يستريح فيها ولا يسمح للأولاد بدخولها، دائماً مرتبة ونظيفة، بالإضافة إلى كرسيه الأتير هناك منضدة مكتب من خشب الزان الصلد، عليها نقوش مستوحاة من أقوات مضت، على الحائط المقابل للنافذة الوحيدة في الغرفة رفوف خشبية بشكل أنيق ودقيق، ألفا كتاب نضدها على الرفوف بإنتظام وفهرسها ونفض الغبار عنها، اختار الكتب بعناية فائقة، ركز على التنوع في المواضيع من رواية، شعر، تاريخ، فنون، فلسفة، وفكر، نحو وصرف اللغة، أديان، دراسات وتراث، ظل دائماً يبحث عن النسخة أو الطبعة التي ترضيه، يكرر بإستمرار: الكتاب الجيّد يستحق طبعة بإخراج فني جميل، يتفقد بإستمرار المكتبات في وسط البلد لعله يقع على طبعة نادرة لكتاب معروف كما صدف معه مرة فوجد نسخة فريدة من كتاب الجمهورية لأفلاطون.
أمهات الكتب أفرد لها رفّاً خاصّاً في الوسط، فأصبحت مثل القلب من الجسم، يمكن القول بلا أية مبالغة أو تهويل، إن لديه حالة من الهوس بمكتبة، أو بتجميع الكتب الجميلة كما يحلو له أن يصفها، فجأة اقتحمت زوجة غرفة المكتبة مذعورة وقالت لاهثة: باب الشقة... باب الشقة مخلوع... الباب الآخر، انتصب واقفاً مذهولاً، مشت أمامه حتى وصلا إلى باب "البرندا" المخلوع، قال بعد أن تأكد من واقع الخلع: لقد تعرضنا للسرقة، تفقدت الشقة، ما زال كل شيء في مكانه، ماذا سرق إذن؟ لماذا اقتحم الشقة إذا لم يأخذ شيئاً؟ بدأت الأسئلة تتراكم والحيرة تتلبد، فكر أنه ربما لم يسعفه الوقت، وربما سمع صوتاً ما فخاف ولاذ بالفرار، سألت الزوجة: هل نبلغ الشرطة؟ أجاب بالطبع، ولكن دعينا نتأكد مجدداً أنه لم يسرق شيئاً.
حضرت الشرطة وتم رفع البصمات في الشقة، سألوا بضعة أسئلة وانصرفوا بعد أن تثبتوا من الواقعة الغريبة، عاد إلى غرفة المكتب ليتخلص من التوتر الذي نضح من عقله وجسده، ما إن جلس على كرسيه حتى نهض بسرعة وعينه على المكتبة، بدأ قلبه يخفق بسرعة، وحلقه يجف، ويداه ترتعشان، هناك كتب مفقودة النسخة التي طالما اعتز بها واعتبرها درّة المكتبة على الإطلاق، الجمهورية لأفلاطون، بحث عنه كالمجنون، في البداية ظن أنه قد أخطأ ووضعه في غير مكانه، نادى على زوجته بصوت عصبي، دخلت الغرفة وهي تدك أن هناك خطباً ما، سألت بتوجسٍ وقلق: ماذا حدث؟ أجاب بصوتٍ مفجوع: كتاب الجمهورية مفقود، هل دخل أحد الغرفة وعبث بالكتب، قال بحزم: لا، لم يدخل أحد من الأولاد الغرفة، كما أنني أوصدها المفتاح عندما لا تكون موجوداً... قالت بعفوية مطلقة: ربما سرقه اللص، نظر إليها بحدّة صارخة، قالت لعله أدرك قيمته ففضله على باقي الأشياء، قال بإرتباك واضح، قيمته قد لا تكون مادية، لكنه يعني الكثير لي، تابع حديثه بعد صمت: أي نوع من اللصوص هذا الذي يسرق كتاباً، لن أقول كتاباً عادياً، ولكن منذ متى يهتم اللصوص بالكتب...
حاولت الزوجة أكثر من مرة أن تبوح له ما حدث لكتاب الجمهورية لكنها لم تجرؤ، وكان ذلك عندما تناولته من المكتبة ذات ظهيرة قبل خروجهم إلى العقبة، إذ كان خارج المنزل ولم ير ما حدث حين انسكبت القهوة عليه فأفستدته... حارت في أمرها ولم تجد سوى التخلص منه فقذفت به إلى الحاوية، وفي نفسها يتردد القول هناك أشياء من الأفضل أن نحتفظ بها لأنفسنا وإلا تعقدت الحياة وليست الدنيا وجهها العبوس...
أسلوب سردي ممتع يأخذك الكاتب من خلال مجموعته القصصية هذه... فتطوف الأحياء، وتتبدى لك المنازل، ودون أن تطرق أبوابها - تنفتح لك على مشاهد شكلت قصصاً لطيفة... قصيرة، وهي على الرغم من قصرها تصنع عالماً من الحياة، يرسمه الكاتب بمهارة، فتحرك أمامك الشخصيات التي ربما شكلت واحدة منها ذاتك.
نبذة الناشر:هذه المجموعة تنطوي على أعمال قصصيّة هي الأولى في رصيد مؤلّفها، لكنها - وبلا شكّ - تؤشر على مسيرة قصصيّة ستكون صاعدةً من هنا، من هذا الموقع الفنيّ، وهي تنطوي على قلق وجوديّ تعكسه إهتمامات المؤلف وموضوعات القصص.
وهذا القلق الوجودي هو أوّل مرتكزات المؤلف في إنشاء قصصه، وهو قلق مشروع لدى الأديب والمبدع.
تعكس هذه القصص جاهزيّة المؤلف لإلتقاط موضوع أو موضوعات قصصه، والتي هي متاحةً للجميع، ولكنّ إستعداد الكاتب وجاهزيته هي الّتي تقف وراء التقاط موضوعاته التي تفرض نفسها بإلحاح داخل العمل القصصي، وتفعل فعلها بشكلٍ ضاغط على المؤلّف لتحريرها وتحويلها إلى عمل إبداعيّ مشوّق.
إن هذه القصص تعدّ بنظرنا إمتداداً فنيّاً ومضمونيّاً لما أتيح لي الإطلاع عليه من أعمال روائيّة منشورة ومخطوطة للمؤلّف.
د. سليمان الأزرعي

إقرأ المزيد
4.25$
5.00$
%15
الكمية:
بيادق الضالين

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 103
مجلدات: 1
ردمك: 9786144860076

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين