تاريخ النشر: 24/07/2018
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة الناشر:عند الغروب ناداني أبي، دخلت الغرفة حيث يجلس، نظرت إليه فقال: اذهب إلى أبي مغيث وذكّره بموعدنا غداً حتّى يساعدنا بالحراث، وجب عليّ أن أقطع القرية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
دار أبي مغيث تأتي على تلةٍ خفيفة الإرتفاع لكن الوصول إليها يظلّ متعباً.
الهواء المنعش سهّل عليّ المهمة رغم طول ...الطريق، صادفت بعض الأهالي وهم عائدون من حقولهم وأعمالهم.
ردّوا التحية على إستحياءٍ أو هكذا خُيّل لي، الوقت تجاوز الغروب والظلام بدأ يخيّم على القرية لكن الرؤية ما زالت ممكنةً، عندما اقتربت من الوصول توقفتُ في فسحةٍ بين البيوت حتّى أستريح وألتقط أنفاسي.
بعض الفتية كانوا يجلسون بالطرف الآخر على حجارةٍ ضخمةٍ، لم أميّزهم بسبب المسافة والرؤية المحدودة، ظنوا أنني أحد رفاقهم فنادوا عليّ، وعندما لم أجب اقترب أحدهم حتّى يعرف من أنا، نظر بوجهي فعرفني وعرفته، مازن ابن أبي هاني، سمجٌ لا أطيقه، صاح لرفاقه: هذا عادل... ردّ عليه صوت منهم: عادل من؟... أجاب مازن: عادل أخو مريم، ارتفع الدّم إلى رأسي وتملكني الغضبٌ والحنق، بعصبيةٍ شددته من المزنوك وصحت بوجهه: أنا عادل ابن أبي غازي، حاول أن يفلت من قبضتي فلم يفلح، قال: لا أحد يعرف غازي لكن الجميع يعرف مريم، ليس في قريتنا فقط بل في القرى المجاورة، أن تفرّطوا بالإبنة حتّى ينجو الإبن هذا شيءٌ غير معهودٍ عند الفلاحين، لطمته على وجهه لطمةً عظيمةً فوقع أرضاً، نظر إلي والشرر يتطاير من عينيه: اذهب واستعد أختك من العصملّي إن كنت رجلاً، انقضضت عليه حتّى أسكته لكنهم حاولوا بيننا. إقرأ المزيد