تاريخ النشر: 09/01/2024
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة الناشر:عندما كبرتُ أصبحتُ أشعر بالحرج خاصة من نظرات النساء اللواتي يتفحصن هيئتي بعد أن يتركن ما كن مشغولات به قبل ظهوري ويتابعن مشيتي. قد تنادي علي إحداهن أتقدم منها بتردّد وخجل. تقبلني بشدّة على وجنتي. تنكشف أسنانها المنخورة عندما تبتسم تلك الابتسامة التي تفضح طيبة قلبها. تسألني عن أمّي، بالطبع ...بعد أن تسأل عما أحمل إذا كنتُ أحمل شيئًا ولمن سأبعثه. قد يصدف وجود بعض البنات اللواتي من عمري أو يصغرنني بقليل. يبتسمن برقة وعذوبة رغم شعورهن غير المرتبة وهيئتهن المهملة. ينظرن إلي بفرح وقد يشعرن ببعض الإثارة. أرى ذلك في عيونهنّ. قد تتجرأ إحداهن وتسأل: سليمة! متى تتزوجين؟».
تضحك الأم بعفوية، ثم تودّعني كما استقبلتني بقبلات كثيرة ممزوجة بلعاب وفرح البنات يرفعن أيديهن الرقيقات وأنا أبتعد عنهن بهمة ونشاط.
وعدتُ نفسي أكثر من مرّة؛ عندما أكبر وأصبح بعمر أمي لن أكون فضولية، كما هنّ نساء القرية من دون استثناء. لن أتدخل فيما لا يعنيني، لن أترك لعابي على وجنات البنات الصغيرات، لن أفعل أشياء كثيرة تضايقني الآن. إقرأ المزيد