ديوان الشيخ ناصيف اليازجي
(0)    
المرتبة: 124,829
تاريخ النشر: 01/01/1983
الناشر: دار مارون عبود
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:الشاعر اليازجي هو ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي، اللبناني المولد، الحمصي الأصل. هاجر جدّه سعد المذكور من حمص مع جماعة من ذويه نحو سنة 1690م فتوطّن أناس منهم في ساحل لبنان في الجهة المعروفة بالغرب، وآخرون في وادي التيم من أعمال دمشق، وتفرق ...بعضهم في مواضع أخرى، ولا تزال بقية أسرتهم في حمص ونواحيها وهم عشيرة كبيرة من ذوي الوجاهة واليسار.
وكان مولده في قرية كفرشيما من قرى الساحل المذكور سنة 1800م، وتلقى مبادئ القراءة على يد راهب في بيت شباب، وكان والده من الأطباء المشهورين في وقته على مذهب ابن سينا، ومع ذلك كان أديباً شاعراً، فنشأ ولده على الميل إلى الأدب والشعر، وأقبل على الدرس والمطالعة بنفسه، وتصفّح ما تصل إليه يده من كتب النحو واللغة ودواوين الشعر ونظم الشعر وهو في العاشرة من عمره. وقد بلغ من كل علم لبابه، ودرس أشهر مصنفاته، وله في جمعها تآليف مشهورة هي اليوم عمدة التدريس في أكثر المدارس السورية، وبعض المدارس المصرية كما هي عليه من الوضوح وحسن الترتيب، أشهرها في الصرف والنحو "فصل الخطاب" وهو من أفضل المتون في هذين العلمين، وفي السياق كتاب "عقد الجمان" وهو مثل كتابه "أفضل الخطاب" في النحو، وله في العروض والقافية "نقطة الدائرة" ألحقها كتاب "عقد الجمان"، وله ثلاثة دواوين شعرية، تعدّ من عيون الشعر كثير منها محفوظ على الألسنة؛ ولا سيّما الأبيات الحكيمة منها، وهي في شعره أكثر من أن تُحصى. برِعَ الشاعر اليازجي في جميع الأغراض الشعرية: في المدح والرثاء، والغزل، والوصف.
وقد جاد في كل ما كتبه.. أجاد في المدح وتفوق على شعراء عصره بالرثاء المملوء حكمة، وقد يرثي من لا يعرفه، فيقول إلى رثائه بوصف زوال الدنيا، والحكمة، فهو يقول مثلاً:
للموتِ يولد منا كل مولود... يا أيها الأم ربّي الطفل للدود
ويقول في مقام آخر:
متى ترى الكلب في أيام دولته.. فاجعل لرجليك أطواقاً في الزرد
لا ترتجِّ الخير من ذي نعمة حدثت.. فهو الحريص على أثوابه الجدد
ويقول في الحكمة التي نجد أكثرها في شعره الرثائي:
تكثر الخيل في المرابض أن تُحدّث.. ولكن تقلّ عند السبات
ويقول في الغزل:
من غُنجِ عينيك أم من لطف معناكِ.. أبدي الهوى أوقعت قلبي بإشراكِ
يا طيبةٌ في النقائرترعى الخزامَ به.. لم تعلمي أن عين الصبّ ترعاكِ
روحي فداك لغدٍ أضنى هواكِ فتىً.. ماكان يدري الهوى والله لولاكِ
وردٌ بخديكِِ أم هذا خضابُ دمي.. فقد أراقت دمي بالسحر عيناكِ
هل تعلمين بشوقٍ في ضمائرنا... لا تنطفي ناره إلّا بمرآكِ.
وقوله: أتظنُّ هذا الخال فوق المبسم.. ألا عُبيداً حار سادرَّ الفمِ.
كان الشاعر اليازجي على الشعر، فلم يكن يتكلفه ولا يتعمل لأجله، ولا تجد فيه حشواً ولا تعقيداً. وذلك مع حسن اختياره للألفاظ الجامعة بين الجزالة والدقة واتساع تصرفه في أساليب الكلام... وإذا ضمنت هذا إلى ما له من التآليف العلمية وإحكام وضعها، وحسن تنسيقها، ثم إلى ماضي مقاماته من الإبداع، وجريانها كلها على سننٍ واحد من علو الطبقة، مما يدل به على قوة ملكته في الصناعة اللسانية وانطباعه على الفصاحة العربية؛ علمت أنّه قد انفرد بأمور لا تجدها مجموعة غيره.
أمّا صفاته الشخصية، فقد كان الشاعر اليازجي؛ مهيباً، وقوراً شهماً، متواضعاً، متأنياً في حديثه وحركاته، قليل الضحك، عفيف اللسان، لم تُسمع له كلمة بذيئة قطّ، لا في حديثه، ولا في كتاباته، ولم يهجِ أحداً، ولا هجاه أحد في زمانه. ومن غريب ذاكرته أنّه كان إذا نظم الشعر لا يكتبه بيتاً بيتاً؛ ولكنه كان ينظم الأبيات ثم يكتبها، حتى أنّه في مدة اعتلاله الأخيرة أملى ثمانية عشر بيتاً دفعة واحدة. وللقارئ الاستمتاع بقراءة ديوانه هذا الذي قدم له مارون عبود. وقد تم ترتيب مواد الديوان ضمن ثلاثة نبذات، الاولى شملت ترجمة الشاعر الشيخ ناصيف اليازجي ومجموعة من قصائده في المديح وإجابة على بعض تساؤلات و ..و... أمّا النبذة الثانية وقد تضمنت مجموعة أخرى من القصائد وجاءت تحت عنوان، أو المعروفة "بنفحة الريحان". وأخيراً النبذة الثالثة وهي المعروفة أو التي جاءت تحت عنوان "ثالث القمرين". إقرأ المزيد