تاريخ النشر: 01/01/1988
الناشر: دار مارون عبود
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:ليس القصد من وضع هذا الكتاب، إضافة مؤلف جديد إلى مجموعة المؤلفات التي تعالج "تاريخ العلوم عند العرب"، وكلها مثمر ومفيد، وليس القصد كذلك، الإشادة بما قدمته الحركة العلمية التي حمل العرب لواءها ردحاً من الزمن، إنما القصد تقريب هذه المادة، كما أقرت تدريسها وزارة التربية والفنون الجميلة في ...لبنان، من متناول الطلاب.
والذي دعا المؤلف إلى مثل هذه الدراسة، الموجزة إنما هي "المكابدة"... فبعد سنوات من التعامل مع الطلاب تبين له أمور، وواجهته صعاب في طليعتها تساؤلات الطلاب مع أنفسهم مشفوعة بشيء من الأزوار إن لم نقل بكثير، حول الفائدة التي يمكن لطالب مزمع أن ينتهي إلى الجامعة، وإلى الاختصاص في مجالات وحقول معينة، كلها آخذ بالدراسات المحدثة، وبالتقنية المتطورة، أن يجنيها من إعادته إلى الوراء... إلى القديم يطلع على بدايات العلوم ويواكب تطورها عبر الأمم والعصور حتى سقوط بغداد، وخبو مشاعل العلوم التي سطعت شمسها من منائرها.
وفي طليعتها كذلك، تشكي الطلاب أنفسهم من كثير من التفصيلات، والأسماء، التي كانت تعطل فيهم الطاقات الخلاقة، والميول والدوافع الداخلية، ويحيلهم تحصيلها وما يمليه عليهم النجاح في الامتحانات الرسمية إلى أدوات لاقطة، تحفظ عن ظهر قلب، وبكثير من المشقة، حقائق، ومعارف، وخبرات، دون أن تغذي هذه المعارف حصيلة سابقة ودون أن تخلق في نفوس المريدين دوافع وميولاً إلى الاستزادة.
لذا، ولاعتبارات أخرى كثيرة، نمسك عن تعدادها خشية الإملال، حاول المؤلف أن يقدم لمدرسي هذه المادة، ولطلابها، دارسة تسهل الطريق، وتنفي عنها، ما أمكن، الوعورة، والضياع. مبيناً في التمهيد بعض الفوائد التي يجنيها الطلاب من اطلاعهم على تاريخ الحركة العلمية بعامة، وعند العرب بخاصة، أياً كان نوع الدراسة، والاختصاص، الآيل إليه تحصيل الطالب الجامعي، إيماناً منه بأن تحديد الأهداف، وتبيان المردود، ورسم الطريق، نقاط ارتكاز رئيسة في كل عملية تربوية، تشحذ الهمم، وتخلق الدوافع والميول. كما آثر الإيجاز والتركيز وبخاصة في ما من شأن التفصيل فيه أن يتعب ويضل، ولا يعود إلا بتمرين الذاكرة، التي سرعان ما تتخم فتنفر. وجعل "المتن" مركزاً تركيزاً شديداً. تاركاً بعض الشروح، وبعض التفصيلات التي لا بد منها للهوامش ليكون رجوع الطالب إليها اختيارياً برغبةٍ منه إذا أحسّ مثل تلك الرغبة. كما جعل الهوامش كذلك مشردة للمدرّسين، والطلاب معاً إلى المصادر، للتثبت، والتحقيق، وللاستزادة إذا شاءوا.
وألحق بالدراسة نماذج من الأسئلة التي وردت في دورات الامتحانات الرسمية، وصورا من السُلَّم الذي كانت تعتمده اللجان الممتحنة في تقييم الطلاب وتقويمهم. إقرأ المزيد