تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: دار مارون عبود
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"فكرت أياماً في موضوع أكتبه فما اهتديت إلى واحد يعجبني. ولكن المصادفة، كما يقولون، خير من الميعاد فجاء في الموضوع إلى البيت. ففي ليلة جبينها مزرور ونجمها مغموم، وقد أعددت لها كافات الحريري السبعة إلا واحداً، دخل علي رجل ليسهر عندي، فتعجبت كيف قطع مسافة ميلين وأكثر في هاتيك ...الليلة السوداء، ولكني عظمت أجره وشكرت سعيه. هذا الرجل يطلقون عليه في جوارنا لقب منشار الصقالة، له لسان كمدقة الطبل يضرب به دائماً على قفا كل غائب من جيرانه وإخوانه. وبينما كنت أتأهل به قلت له في نفسي: هذا هو موضوعي. وقعد قبالتي على موقد يطحر ويزحر مصارعاً البرد فتعدّل الحمل. وبعد أن فتل شاربيه ورفع باصبعيه ارنبة أنفه افتتح الحديث بالمقبلات: أخبار خارجية، وأخبار محلية، وأخبار أطول منها نفساً، ثم عاد إلى الداخل فبدأ على خيرة الله، بعدما ألح صوبي ومدّ عنقاً كعنق السلحفاة وقال: عندك للسر مطرح. قلت كما يقولون: بئر عميق هات ما عندك. فقال: منذ أيام كان فلان جارك عندنا، فقال عكنم كيت وكيت، فقلت: من كان مثلك يا رجل لا يتطاول على من هم أكبر منه، وأنا أعرف أن من تسبه عندنا محسن إليك، فقال: محسن إليّ! من قال أنا صاحب الفضل لا هو".
وهكذا يمضي مارون عبود في هذه المقالة التي جاءت تحت عنوان "أكلة لحوم البشر" مسلطاً الضوء على هذه الفئة من المجتمع بأسلوبه الأدبي الناقد الساخر. وكما في هذه المقالة، كذلك في كافة مقالاته التي ضمها هذا الكتاب فقد أبدع الكاتب على الصعيدين الأدبي والاجتماعي غذ أنه انتقى لنقده قضايا ومواضيع شكّلت ظاهرة اجتماعية أو سياسية لافتة كانت بحاجة إلى قلم كقلم مارون عبود الذي يضع النقاط على الحروف، واليد على الجرح. بغاية إجراء عملية نقدية إيجابية بأسلوب أدبي ساخر قل نظيره في الأدب العربي. إقرأ المزيد