المصالح الإمبريالية والأجنبية في الوطن العربي
(0)    
المرتبة: 499,998
تاريخ النشر: 01/01/1985
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:عندما قامت حرب حزيران (يونيو) عام 1967، برز بشكل حاد في الأوساط العربية، الرسمية والفكرية، سؤال كان مطروحاً منذ زمن وهو: كيف يمكن للعرب أن يفيدوا من مصالح الدول الأجنبية لديهم، في خدمة قضاياهم القومية؟ أو بالأحرى كيف يمكن لهم أن يؤثروا في البيئة الدولية، ويدفعوها إلى أن تعزف ...عن غلوائها في عدائهم، بل وربما تتجه إلى تفهم مصالحهم، ومبادلتها بمصالحها. فمن الواضح أن السياسات (السياسية) تعكس رغبة الدول التي ترسمها وتطبقها، في أن تؤمن لنفسها أعظم النفع، وتدفع عن نفسها أعظم قدر من الضرر.
وبالتالي فإن سياسات العداء للعرب، لا بد أن تكون هي الأخرى مبنية على هذه القاعدة، ولا يمكن بحال أن تشكل استثناءا لها؟ فكيف أمكن للدول المطبقة لسياسات العداء إذن أن تمضي فيها إلى أقصى حدودها، دون إخلال بهذا الهدف-أي كيف أمكنها أن تحقق رغم ذلك النفع لمصالحها مع الدول العربية، وتدرأ عنا أقصى قدر من الضرر؟ وهل في مقدور الدول العربية أن تغير هذا الوضع، أي هل في مقدورها أن تجعل لسياسات العداء لها ثمناً، لا بد على ضوئه من إعادة الحسابات السياسية لدى الدول المعادية؟ وكيف؟ وهو رد الفعل المقابل المنتظر من دول العداء؟
ولقد انعكست محاولات الإجابة على هذا الموضوع في مؤتمرات عدة عقدت على المستويين الرسمي وغير الرسمي. فعلى المستوى الرسمي كان هناك مؤتمر وزراء المال والنفط العرب المعقود ببغداد في 15 آب (أغسطس) 1967، والذي تقدم العراق بالمبادأة إليه-دعوة، وتنظيماً، وفكراً. وكانت الأفكار العراقية على قدر عال من الجدية والمسؤولية، ولكن الظروف لم تكن مؤاتية لتقبلها. فاستعيض عنها بصيغ بديلة، جرى الاتفاق عليها في مؤتمر القمة العربي المعقود بالخرطوم في 29 آب (أغسطس) 1967. وعلى المستوى غير الرسمي عقدت ندوات كثيرة في كل بلد عربي تقريباً لبحث الموضوع واستخلاص رأي مدروس فيه.
ولقد أقر جميع العرب بلا استثناء، دولاً وشعوباً، بضرورة استعمال "المصلح" أداة من أدوات الكفاح، ولكن لم يجر جرد كامل لهذه المصالح ولا لكيفية استعمالها لهذا الغرض، إلى أن كلف المجلس الاقتصادي العربي فريقاً من الاختصاصيين العرب بالقيام بهذه الدراسة. وبنتيجة هذا التكليف أعدت هذه الدراسة، التي تضمنت فضلاً عن الجردة التفصيلية بالمصالح، دراسة خاصة في أسول (استراتيجية) استخدامها، في إطار من مباراة ستراتيجية وخطة مواكبة طويلة المدى. إقرأ المزيد