الدين والإغتراب الميتافيزيقي
(0)    
المرتبة: 3,968
تاريخ النشر: 14/09/2018
الناشر: دار التنوير للطباعة والنشر، مركز دراسات فلسفة الدين
نبذة الناشر:تأتي أفكارُ "الدين والإغتراب الميتافيزيقي" في سياق ما جاء في كتابي السابق: "الدين والظمأ الأنطولوجي" من ضرورة دراسة الدين في مجاله الأنطولوجي الخاص، إذ تحيل موضوعاتُ هذا الكتاب إلى رؤيةٍ تتبنى فهماً للدين لا يكرّر الكثيرَ مما هو متداوَل في الكتابات المختلفة عن الدين، فهي لا تقول بأن: الدينَ وهمٌ، ...أو الدينَ مخدِّرٌ، أو الدينَ تراثٌ، أو الدينَ مرحلةٌ من مراحل تطور الوعي البشري، بل تُعلِن بوضوح: أن الدينَ حاجةٌ وجوديةٌ لكينونة الإنسان بوصفه إنساناً، وأن الإنسانَ لا يصنع حاجتَه للدين، وإنما يصنعُ أنماطَ وتعبيراته وتمثلاتِه المتنوعةَ والمختلفةَ للدين، على وفق إختلاف أحوال البشر وبيئاتهم وثقافاتهم.
ويجدُ القارئ في موضوعات الكتاب كيف يخرج الدينُ من حقله، بوصفه حاجةً وجودية، ليهيمن على حقول الحياة الأخرى التي هي من إختصاص العقل والعلوم والمعارف، فيتحوّل الدينُ في كونه حلاً للحاجة الوجودية إلى مشكلة تهدّد العقلَ وتحول دون تراكم الخبرة البشرية.
وهكذا يرى القارئُ أن أكثرَ مشكلاتِنا تكمن في تمدّدِ وتضخّم هذه الحاجة وإهدارِها لغيرها من الحاجات الأخرى، وإبتلاعها لكلِّ شيء في حياة الناس في مجتمعاتنا، فكثيرٌ من مشاكل عالَم الإسلامَ تعود إلى الإخفاق في التعرّف على الحقلِ الحقيقي للدين وحدودِ مهمته في حياة الكائن البشري، وما نتج عن ذلك من هيمنةِ الدين على حقول الحياة الأخرى، والإخلالِ بوظيفة العقل والعلم والمعرفة وإهمالِ قيمة تراكم الخبرة البشرية وأثرها في البناء والتنمية.
يصدرُ هذا الكتاب في مسعىً لإرساءِ لَبَناتِ فهمٍ للدين، وبوصلةٍ ترشد لمنطق فهمِ آيات القرآن الكريم، من أجل بناء رؤية "إنسانية إيمانية"، عساها تطلُّ بنا على أفق مضيء، نرى فيه الدينَ من منظور مختلف، يصير فيه الدينُ دواءً لا داءً، والإيمانُ محرّراً لا مستعبداً، والتديّنُ حالةً روحانيةً أخلاقية جماليةً تتجلى فيها أجملُ صورةٍ لله والإنسان والعالَم. إقرأ المزيد