تاريخ النشر: 22/07/2021
الناشر: دار التنوير للطباعة والنشر
نبذة الناشر:هذا الكتابُ محاولةٌ في فهمِ الإنسان أولاً، ومعرفةِ شيءٍ من طبيعته، واكتشافِ احتياجه لمعنى وجوده، والوقوفِ على شيءٍ من الدوافع المتضادّة لسلوكه ومواقفه، لا يمكن أن نفهمَ الدينَ قبلَ أن نفهمَ الإنسانَ، وحاجةَ الإنسان لمعنى لحياته، وحاجته للكرامة.
موضوعاتُ هذا الكتاب تلتقي وغيره من كتاباتنا المنشورة عن الدين، كلُّها تنويعاتٌ لرؤيةٍ ...واحدة، رؤيةٌ تحاول أن تتعرّف على الدين، عبر اكتشافِ الإنسانِ، وتميّزِه عن غيره من الكائنات في الأرض بحاجتِه المزمنة للدين، وحاجته للكرامة، ووجودِ كلِّ شيءٍ من أجل الإنسان بوصفه الغايةَ، لأنه خليفةُ الله في الأرض.
الإنسانُ غايةُ الدين، كلُّ دينٍ لا تكون غايتُه الإنسانَ ليس إنسانياً، جوهرُ إنسانيّة الدين حمايةُ الكرامة، لا كرامةَ بلا مساواة بين البشر، ورفضُ كلَّ أشكال التمييز بينهم، كلُّ دين لا يحمي كرامةَ الإنسانِ ويصونُها ليس إنسانياً، الإنسانُ وكرامتهُ وسلامُه وسكينتُه وطمأنينتُه وإسعادُه غايةُ ما ينشدُه الدين.
الكرامةُ قيمةٌ أصيلةٌ، حضورُها يعني حضورٌ إنسانيّة الإنسان، وغيابُها يعني غيابّ إنسانيّة الإنسان، كلُّ رسالةٍ تحرريةٍ في التاريخ تستمدُّ قيمتَها ومشروعيتَها من قدرتها على استرداد الكرامة الإنسانيّة المهدورة.
المعيارُ الكلّي لاختبار إنسانيّة أيّ دينٍ هو كيفيةُ تعاطيه وإعلائه للكرامة الإنسانيّة، والموقعُ الذي تحتلهُ الكرامةُ في منظومة القيم لديه، إنسانيّةُ الدين تلخّصها نظرتُه للكرامة بوصفها القيمةَ التي تستحضر كلَّ قيمةٍ إنسانيّة، قيمةٍ تتسع لكلِّ الحقوق الأساسية، وتضع الحريةً غايةً تتطلّع لاستردادها على الدوام كاملةٌ غيرَ منقوصة، والخلاصُ في تعاليمها وشريعتها من أيّة محاولةٍ لتسويغ العبودية المعلنة أو المقنَّعة، والإكراهية أو الطوعية.
الكرامةُ قيمةٌ للفرد، تبدأ الكرامةُ بالفرد لتنتهي بكرامة الأمة، لا كرامةَ لأمة بلا كرامة لأفرادها.
إن انتهاكَ كرامةٍ أي كائن بشري هو انتهاكٌ يطالُ كرامةَ غيره من البشر أيضاً، الكرامةُ قيمةٌ كونيةٌ، لكلٌ إنسان نصابُه فيها، لذلك يفرضُ الضميرُ الأخلاقي على الكلِّ حمايتها، كلٌّ حسب موقعه، ووفقاً لا مكاناته وقدراته. إقرأ المزيد