مواقف في الآداب العربية - الكتاب الثاني
تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: دار الحديث الكتانية
نبذة الناشر:وظاهرة التبريز في اللغة الأم تُبَيِّن بجلاء من أن التأثير الأدبي في مجتمع ما، بلغة دخيلة على المبدع يكاد يكون منعدم الوجود.
وسر ضحالة إنتاج ذوي اللغة الدخيلة، وعدم تأثيرهم في أُمّمهم أو في أمم غيرهم أنهم يصدرون عن غير حضارة أصيلة في تكوينهم الذهني فهم دون الصدى المرغوب، لأنهم بدون ...حضارة أصيلة تشدهم إلى مفاهيم الأمة.
وبذلك فهم لا ينتجون، أوهم غير متمكنين من أن ينتجوا، فإذا فعلوا لم يأثروا، بينما كان سر تأثير العلماء العرب في أوروبا، أو تأثير العلماء الإغريق الأوروبيين في المجتمع العربي راجعاً إلى كونهم يحملون قوة حضارية تدفع بأدبهم إلى التأثير.
ومعنى هذا، أن تَعلَّةً بكون اللجوء إلى الإزدواجية يقتضيه البحث عن المعرفة، أمر يكون مقبولاً لو اقتصر على الصفوة في الإختصاصيين ولكن جعله شمولياً في أفراد الأمة كافة عقيم الفائدة.
ونحن نرى من نتائج هذا العقم ذلك التمييعُ في الشخصية، في مظاهر الحياة المادية التي نعيشها، في إزدواجية الملبس، وإزدواجية التأنيث، وإزدواجية المأكل، وإزدواجية العادات، وحين يجدّ الجدّ ترانا نُعلن أو نُخفي حقيقة الواقع في أن راحة الواحد إنما هي في الأصل من تلك الثنائية دون سواها، ثم نحن نرى كيف يدفع بنا هذا كلُّه إلى إسراف في ضياع المال، وإسراف في ضياع الوقت، وإسراف في ضياع الجهد، والنتيجة واحدة: عقم في الإنتاج. إقرأ المزيد