رسالة الإمام الحافظ محمد عبد الحي الكتاني ؛ إلى الإمام العلامة السيد محمد المكي ابن عزوز التونسي
(0)    
المرتبة: 104,730
تاريخ النشر: 01/01/2020
الناشر: دار الحديث الكتانية
نبذة الناشر:تعتبر هذه الرسالة للإمام الكبير الحافظ الشهير لسان السنة الغرّاء السيد محمد عبد الحي بن عبد الكبير الكتّاني الحسني من الرسائل النفيسة، والتي وجهها لصديقه الحمم، وَوِدِّه الصميم، الإمام الكبير العلامة محمد المكي بن عزوز التونسي، وهي رسالة محشوّة بأدب جمٌّ، وعلمٍ غزير، ومعلومات تاريخيةً كثيرة، وهي مع ذلك صورة ...مصفرة لآراء الإمام السيد الكتاني، ومنهاجه الفكري والفقهي والسلوكي والمعرفي عموماً - ورأيه وتقييمه لجملة من الإعلام، الذين كثر فيهم وعنهم الكلام، بين متعصب لهم وبين كاشح عنهم، فأبدى السيد الإمام رأيه الوسطى فيهم، وبسط ذلك بما لا يراه القارئ بهذا البسط في غيره من مصنفاته، ففيها إلى ذلك مثالٌ من أمثلة التواصل العلمي الزاهد في القرن المنصرم.
ومن فوائدها تقريب شخصية الإمامين المُرْسِلِ والمُرْسلِ إليه، إلى غير ذلك من فوائدها التي سيأتي الحديث عنها في ثنايا الكتاب.
وإلى هذا، فإن هذه الرسالة تأتي ضمن مراسلات مطوّلة بين الإمامين الكتاني الحسني وابن عزوز الحسني التونسي، بدأت أول تعارفهما ١٣٢٥هـ واستمرت إلى سنة ١٣٣٤هـ، سنة وفاة الإمام المكي بن عزوز، حتى قال الحافظ عن هذه المراسلات في ترجمته لصاحبه في "فهرس الفهارس": "وطالب مكاتبتي ومراسلتي واتصالي به إلى أن مات، بحيث لوجهت المكاتبات التي جرت بينه وبين لخرجت في مجلدة متوسطة".
وهذه الرسالة مثالٌ لما وراءها من مراسلات الإمامين، ومن مقدمتها يستفيد القارئ أن العلامة ابن عزوز اعتاد أن يرتب رسائله للحافظ على خطابات، تحت كل خطاب مبحث ومطلب، وهذه المطالب تشمل جميع العلوم والمعارف، فمنها المباحث العقدية، ومنها التفسيرية ومنها الحديثية، ومنها العقدية، ومنها الأصولية، ومنها الإسنادية، ومنها التاريخية، وفيها أخبار تفصيلية عن حياة المُرْسِل والمُرسَل إليه، وتاريخ مطوي من جهود العلامة المكي بن عزوز في عزمه على القيام على طباعة كتاب الحافظ "البحر المتلاطم الأمواج"، وفيها أيضاً بالغ خث المُرْسِل للمُرْسَلْ إليه في التعجيل بـ "عمدة الإثبات" وشديد حرصه على التعجيل ببعثه إليه، وفيها أيضاً من الأخبار والوقائع اليومية ما لم يدوّن بتفصيل.
وفي هذه الرسالة من الإنبساط ورفع الكلفة بخلاف المصنفات والمؤلفات التي يكون فيها المصنفون أكثر تقيّداً، لذلك ترى فيها المصنف يطلق العنان لقلمه، ليعبّر فيها كيف شاء عن نقاشاته مع معاصريه، وخلافاته العلمية معهم، مما جعل الرسالة جمّة الفوائد، كثيرة النفائس؛ ولكثرة فوائدها، وضع العلامة المكي بن عزوز فهرساً للرسالة أول نسخته من الرسالة وقال: "كالفهرس لهذا المكتوب النفيس"، وهي إلى ذلك تكشف غوامض، وتصرّح بأسماء مبهمة كثيرة، فالناظر مثلاً في كتاب "الأجوبة المنبعة عن الأسئلة الأربعة"، لا يرى فيها التصريح باسم المردود عليه، ومصنّفه هذا يصرّح باسم المردود عليه، ويعيّنه ولا يُبْهِمُه، لإرتفاع الكلفة في الرسائل الشخصية.
كما أن الحافظ يذكر آراءه في بعض الشخصيات والمؤلفات بصراحة زائدة، ولا يتحرّج من ذلك، إذ أنه أنزل مُخاطَبَهُ منزلة الروح، لاتفاقهما في المبادئ والمنطلقات الإصلاحية والأفكار العلمية.
ونظراً لأهمية الرسالة فقد تم الإعتناء بها، وجاء عمل المحقق على النحو التالي: ١- نسخ نص الرسالة ومقابلته على الأصول الثلاثة، خصوصاً أصل المصنف بخطه، ٢- التعليق عليها بتعاليق مختصرة؛ فيها التعريف بالأعلام والكتب والحوادث، باختصار، ٣- ربط الرسالة بكتب المؤلف الأخرى، أو نقل النص التفصيلي في الهامش لما فصّله في مكان وأجمله في الرسالة، ٤- إغناء الرسالة بمقدمة تضمنت التعريف بالإمام مكي بن عزوز وعلاقته مع الإمام الحافظ السيد محمد عبد الحي الكتاني، ثم وصف الرسالة وتحليلها وبيان فوائدها ونسخها الخطية، وتقديم فهرس الإمام محمد المكي بن عزوز لمباحث هذه الرسالة. إقرأ المزيد