تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: الهيئة العامة للآثار والتراث
نبذة نيل وفرات:إن أعمال المسح؛ وخصوصاً أعمال المسح الآثاري يجب تطبيقها عملياً بعد دراستها نظرياً؛ لأن الدراسة النظرية لا تكفي.
وفي هذا الكتاب حاول المؤلف تبسيط أعمال المسح بحيث أنه في أي وقت ممكن تطبيقها بصورة عملية والوصول إلى نتائج مرضية، ولقد حاول المؤلف تناول المواضيع التي تخدم الملاك الآثاري من موظفين ...وطلاب، دون تناوله أعمال المساحة التي لا تخص العمل الأثري.
وإلى هذا، فإن كافة المواضيع التي تم تطرق المؤلف إليها جاءت بالإستناد إلى خبرته العملية والحقلية، وكذلك بالإستعانة بدراساته في هذا المجال، بالإضافة إلى ذلك إستعانته بمصادر عربية وأخرى أجنبية، مشيراً إلى مسألة هامة في علم الآثار، وهي أن علم المساحة أو أعمال المساحة هي المكمل لعلم الآثار في الدراسات والتحليلات العلمية.
هذا وقد تناول المؤلف، ومن أجل هذا الغرض، أي إجراء أعمال المسح الآثاري، الأعمال المتعلقة به، وهي: أولاً: مقياس الرسم، والذي هو من المواضيع المهمة التي يجب معرفتها والعمل بها بصورة صحيحة، حيث لا يمكن رسم الخارطة او المخطط بدون مقياس رسم حيث أن معرفة قراءة مقياس الرسم يمكن العامل في المسح الآثاري من معرفة أبعاد الخارطة أو المخطط، ثانياً: الخارطة الكنتورية، ويطلق عليها "الخريطة الكنافية" حسب مصطلحات المجمع العلمي، كما يطلق على الخطوط الكنتورية "خطوط الكفاف".
والخط الكنتوري هو الخط الوهمي الناتج عن تقاطع مسطح أفقي معين مع سطح الأرض، ويتناسب الخط الكنتوري طردياً مع طبيعة الأرض، حيث تزداد خطوط الكنتور، كلما زاد إرتفاع أو إنخفاض الأرض، وتقلّ كلما بسطت الأرض، وتمثل خطوط الكنتور بشكلها تضاريس الأرض، ومن مميزات الخطوط الكنتورية (خطوط الكفاف) أنها لا تتقاطع أبداً، ولكن إحتمال أن تتماس، ثالثاً: طرق مسح الحفريات: وهناك عدة طرق لمسح الحفريات، 1-طريقة إستعمال شريط القياس، 2-الطريقة الثانية بواسطة لوح التسوية، 3-الطريقة الثالثة بواسطة جهاز الثيودولايت، رابعاً: المسح الآثاري من خلال تكبير وتصغير الخرائط، وهو موضوع من المواضيع المهمة في عمل المساحة.
وبالرغم من وجود أجهزة إستنساخ لتصغير وتكبير الخرائط، هناك طرق أخرى يتم اللجوء إليها وهي: 1-طريقة التشبيك، 2-طريقة الأشعة، 3-طريقة إستعمال آلة تدعى (بانتوكراف Pantagraph)، 4-طريقة إستعمال الفرجال النسبي، خامساً: المجسمات والمقاطع، وهي دريقة مهمة في عملية المسح الآثاري، إذ أن التجسيم فن من فنون الرسم الهندسي، وتعلم الرسم المجسد لا يعتمد فقط على المعلومات الخاصة بالرسم الهندسي؛ بل يعتمد على قوة النظر وقوة الخيال.
وهناك عدة طرق للتجسيم، ولكل طريقة عملها الخاص: 1-طريقة إيزومترك "الرسم المتَقايِسْ"، 2-طريقة اكزونومترك، 3-طريقة أوبليكيو "طريقة التجسيم المائل"، 4-طريقة بيرسبكتف طريقة التجسيم المنظوري، سادساً وأخيراً كيفية مسح الأبنية التراثية ورسم الواجهات وحساب كمية المواد، والمقصود بالأبنية التراثية: البيوت والمدارس والخانات والمراقد الدينية وغيرها؛ والتي عمرها يناهز المائتي سنة وأحياناً منها (الأبنية التراثية)، وتكون الفترة الزمنية قليلة، ولكن يمثل تغير من حالة إلى حالة ومن عصر إلى عصر.
ويتضمن المسح الحالات التالية: 1-تقويم البناية التراثية ضمن جدول معدّ لذلك، 2-تثبيت الأبنية التراثية على خرائط التصميم الأساسي، 3-مسح ورسم الأبنية التراثية المهمة، 4-رسم الواجهات للمباني المهمة، 5-رسم المقاطع الداخلية للمباني التراثية، 6-حساب كمية المواد اللازمة لصيانة المباني التراثية.
هذا وتجدر الإشارة إلى هذا الكتاب يمثل أول إصدارات الهيئة العامة للآثار والتراث في العراق بعدما عانته من مصاعب كبيرة جداً في سرقة المتحف العراقي وتدمير محتويات أبنيتها، إضافة إلى السرقات الكبيرة في المواقع الأثرية.
وقيل هذا الإصدار واحداً من الإنجازات المهمة التي ينجزها أحد منتسبي الهيئة، صاحب هذا الإصدار فريد مجيد حسين، الذي أمضى سنين طويلة من حياته الوظيفية في أعمال المسح في مواقع التنقيب والصيانة، وأنجز أعمالاً رائعة في مجاله هذا، وفي حياته المهنية بصورة عامة.
وقد أغنى كتابه هذا بالعديد من الرسوم والصور والخرائط التوضيحية الهامة، والتي جاءت بمثابة تطبيق عملي لتلك الخطوات على طريق عملية المسح الآثاري المقترحة في هذه الدراسة. إقرأ المزيد