تاريخ النشر: 17/10/2016
الناشر: الهيئة العامة للآثار والتراث
نبذة نيل وفرات:تقع مدينة الكفل الثرية ضمن حدود محافظة بابل - مركز ناحية الكفل ، وتبعد 40 كم عن مدينة بابل الثرية و 30 كم عن مركز محافظة بابل . سبب هذه التسمية لوجود مرقد نبي الله ذي الكفل . والكفل هي التسمية المالية للمدنية . والكفل في اللغة العجز ، ...والكفل الضعف أو ما يعادل الشيء . قال الله تعالى : [ يؤتكم كفلين من رحمته ] . والكفل من الكفالة ، والكفيل هو الضامن ، وكفل عنه بالمال لغريمه ( وأكفله ) الحال ، منحه إياه ... كما عرف الموقع بإسم النخيلة ، وهو تصغير نخلة ، موقع قرب الكوفة على سحت الشام ، وهو الموضع الذي خرج إليه علي رضي الله عنه عندما بلغه ما فعل بالأنبار . وقد ورد ذكر النخيلة أيام خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فقد روي عن الإصبع بن نباته أنه قال : أن علي لما كان بالنخلة قال ما يقول الناس في هذا القبر وفي النخيلة قبر عظيم يدفن اليهود حوله ، فقال الحسن بن علي ، يقولون هذا قبر هود النبي عليه السلام لما أن عصاه قومه جاء فمات هنا . فاق علي رضي الله عنه : كذبوا لأننا أعلم منهم ، هذا قبر يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم بكر يعقوب عليه السلام . كما ورد ذكر النخيلة في وقفة صفين في أكثر من موقع ، كما اعتبر يوم النخيلة في أيام القادسية هذا ويُرى أنها كانت من توابع الكوفة ومواضعها المعروفة ، وبين النخيلة ومسجد الكوفة أربعة فراسخ . وقد أطلق على المسجد الموجود فيها مسجد النخيلة ، والذي سوف يأتي شرحه في سياق الحديث عن مدينة الكفل الأثرية في هذا الكتاب . أما الإسم القديم إلى مدينة الكفل وحسب ما أشارت إليه المصادر هو بر ملاحة ، فقد وردت الإشارة إلى أنها موضع في أرض بابل قرب حلّة دبيس بن فريد ، شرقي قرية يُقال لها " القسويت " بها قبر باروخ أستاذ حزقيل ، وقبر يوسف الربانا ، وقبر يوشع ، وليس يوشع ابن نون، وقبر عزرة ، وليس عزرا بناقل التوراة الكاتب ، وفيها أيضاً قبر حزقيل المعروف بذي الكفل ، يقصده اليهود من البلاد الشاسعة للزيارة . وفي موضع آخر وردت الإشارة إلى قرية إسمها شوشة بأرض أسفل من حلة بني مزيد بها قبر القاسم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق وبالقرب منها قبر ذي الكفل ، وهو حزقيل في ير ملاحة . كما ورد ذكرها بهذه التسمية في رحلة ابن بطوطة . وأما حول ذكر الكفل في الكتب المقدسة . فقد ورد ذكر الكفل في آيتين في سورة الأنبياء حيث جاء فيها [ واذكر إسماعيل وإدريس وذا الكفل كلٌ من الصابرين ] ( الأنبياء / الآية 86 ) وفي سورة ص الآية 48 [ واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكلّ من الأخبار ] واختُلف في ذي الكفل أنه لم يكن نبياً وأنه كان رجلاً عفيفاً تكفل بشأن رجل وقع في بلاد فأنجاه الله تعالى .. وقيل أن ذي الكفل من أنبياء بني إسرائيل من ذرية ابراهيم صلى الله عليه وسلم ، وقيل أنه يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن النبي عليه السلام . واختُلف أيضاً في من يكون من الأنبياء ، فقال جماعة أنه النبي زكريا ، وقيل إلياس ، وقيل اليسع ، وقيل بشر بن أيوب بعثه الله بعد أيوب ... وهناك من قال أنه حزقيل إبن بوزي ، وهو الذي أصاب قومه الطاعون فخرجوا من ديارهم وهم ألوفا حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم .. أما في العهد القديم ، فقد ورد ذكر الكفل في سفر حزقيال الأصحاح الأول . ولقد ورد اسم موقع الكفل في كتب الرحالة المؤرخين ومن الرحالة الذين زار والكفل ووصفوها الرحالة بنيامين التطيلي الأندلسي في رحلته سنة ( 561-569ه / 1167-1173م ) وقد جاء في وصفه : على شاطىء الفرات هو بناء جسيم يحتوي على مرقد حزقيال ويحتوي على ستين صومعة لكل منها برج يتوسط أكبر هذه الصوامع منبر خلفه مرقد النبي حزقيال بن بوزي الكاهن [ ... ] وهكذا تمضي الباحثة في التأريخ لهذه المدينة الثرية مبيّنة أهم آثارها ، من أماكن ومساجد وخانات وأبراج وساحات و و و .. موضحة الأماكن الثرية والمساجد التي تشوهت بفعل التعرية والزمن ، مبيّنة أعمال الترميم التي تجري عليها . هذا وقد أغنت الباحثة دراستها الأثرية هذه بملاحق بلغت سبعة ملاحق وهي عبارة عن صور ومخططات جاءت على الشكل التالي : ملحق (1) - السوق ، ملحق (2) - المسجد ، ملحق (3) - خان السيف ، ملحق (4) - خان التمر ، ملحق (5) - خان قريش ، ملحق (6) - خان الدبس ، ملحق (7) - مرقد ذو الكفل . إقرأ المزيد