تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: دار صادر للطباعة والنشر
نبذة الناشر:"مهما يكن من أمر فقد وجدتني في بيت قام على الجمال، وإذ أقول حمالاً فإنني أعني جمالاً في المعنى وجمالاً في الجوهر وجمالاً في الخلق وجمالاً في النفوس وجمالاً في المعرفة وجمالاً في العاطفة وجمالاً في الفن وجمالاً في الداخل وجمالاً في الخارج. ولكنني لا أعني جمالاً في المال، وكيف ...أن أعني ذلك والمال ليس جمالاً بذاته، إذ يتحول إلى قبح إذا إستعمل وسيلة للقبح. وهكذا لم يكن هذا البيت الذي ولدت فيه ذا مال، ولكنه لم يكن كذلك محروماً منه. وإذا كان ربّ البيت، والدي رحمه الله وهو الرجل المعروف بحكمته ورهافة ذوقه وبعد نظره، يبتهل إلى الله عندما يفيق من نومه فجراً بعد الدعاء: "إلهي، لا تجعلني غنياً فأنساك ولا فقيراً فأتحيّر".. هكذا عشنا وقد غمرنا الجمال الحق: نقبل على طاعته سبحانه راضين لا ننساه، ندبر على معصيته مسلّمين لا نتحيّر...
بعد هذا المقدمة نقدم للقارئ صاحب هذه الرحلة الزاخرة بالإبداع على مستوى عرفاني وفني وأدبي. وكأنه قصد بتوصيف رحلته "رحلة بلا طريق" ربما لأنه وفي سجوّ مقاصده مع بداية حياته.. سمت نفسه فكان أقرب من الله الذي منّ عليه بطريق لم يكن قد إختاره.. طريق في رحلة عرفانية رائعة.. حيث تفتحت مداركه وأضحى بكليته فكراً لم يوصد أمام مواهبه باب.. فتح الله عليه كل السبل... "لم يكن النشاط التوحيدي وإقامة الندوات والمحاضرات ليؤخرني عن حياتي الآكاديمية في الجامعة. فإلى جانب تدريس مادة التصوف والأدب الصوفي كنت وما أزال أدرّس مادتين آخريين هما العلوم القرآنية وأدب النثر العربي إلى جانب البحث العلمي والتأليف،كما خدمت في مختلف اللجان من الجامعة وترأست دائرة اللغة العربية..".
إلى جانب ذلك أقمت في تلك الفترة كثيراً من المعارض الفنية كانت تنال إعجاب المتذوقين... لم يكن العمل في الحقول الأكاديمية والثقافية ليشغله عن القيام، كما يشير، برسالته لدى الشباب المنتمي إلى هذه الفرقة الإسلامية فرقة التوحيد، وكنت قد ألفت خمسة كتب في هذا المجال: الأول، وهو أضواء على مسلك التوحيد، كان دحضاً لبعض الأخطار التاريخية والمعقدية المنسوبة إلى هذه الفئة. وقد أظهر هذا الكتاب لأول مرة في العصور الحديثة مسالك التوحيد شأن في مجال الفلسفة الدينية وفلسفة الأخلاق والعرفان. والثاني، العقيدة الدرزية، والذي تم ترجمته إلى الإسبانية وقد عرّف المغتربين الدروز وأبناءهم بعقيدة التوحيد، والثالث هو مسلك لتوحيد ليكون مرجعاً للموحدين ولغيرهم يشرح لهم هذه العقيدة التوحيدية وفلسفتها وتاريخ نشؤئها بمنهجية علمية. والرابع وهو الشيخ علي نصرالله وليّ من القرن الثاني عشر وهو ولي من أولياء التوحيد تميّز بعشقة الإلهي. والخامس وهو في عهد الأمراء التنوجيين ...هي رحلة بلا طريق...وكيف وطرق تلك الرحلة لا تنتهي... إقرأ المزيد