تاريخ النشر: 18/02/2016
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:على حافة التاريخ يقف الأثر الروائي للكاتب والباحث تيسير خلف "مذبحة الفلاسفة"، وقد عرف صاحبه كيف يحافظ على التوازن الدقيق بين النهل من معين التاريخ وأحداثه وبين تشكيل هذه الأحداث في إطار روائي فني والعمل على توظيفه توظيفاً فنياً في الرواية. يقول الكاتب :" كانت مذبحة للفلاسفة إذن، أراد ...أورليانوس أن تصل أصداؤها إلى أقصى أطراف الإمبراطورية لغاية في نفسه! والحق أنني، وحتى هذه اللحظة بعد السنوات التي زادت على الثلاثين من وقوع تلك المأساة، لم أدرك الشر الذي وقف وراء ذلك الحدث غير المسبوق، ولم أفهم لماذا وقعت تلك المذبحة المروّعة، وما الذي دفع الأمبراطور لاقتراف ذلك العمل الشائن الشنيع بحق فلاسفة سلاحهم الكلام، والكلام فقط؟!".
في مثل هذه الخلفية التاريخية تستعيد رواية "مذبحة الفلاسفة" السنوات الأخيرة من تاريخ مدينة "تدمر" السورية التي أصبحت في عصر ملكها أذينة عاصمة امبراطورية المشرق، مبينة - أي الرواية - أن المدينة تحولت في عهد زنوبيا، إلى مدينة فاضلة ترفل بألوان الإزدهار والعدل، ولكن غزاها ذلك الأمبراطور الروماني وهزمها، لقد خاضت ملكتنا البارزة زنوبيا إبنة زباي بن مالك حربها مع أورليانوس بكل شرف وإقدام، على عكس ما فعل هوه إذ، لم يترك خديعة أو خيانة إلا لجأ إليها، بدءاً من التظاهر بأنه أقرّ بقرارات غالينوس وكلاوديوس بشأن استقلال أمبراطورية المشرق، مروراً بحياكة الدسائس مع جذيمة الشرير وقبائل البدو، وانتهاءً بسجننا في هذا المكان الملعون الذي أفضى إلى موت الملكة ميتة ًمروعة تقطع نياط القلب! ...". ويبقى السؤال لماذا "مذبحة الفلاسفة" تُقرأ اليوم؟ ولعل الجواب يكمن فيما تشهده "تدمر" اليوم من صراع عمليات طمس معالمها الأثرية وحضارتها على مر السنين في ظل النظام العالمي الجديد، ولهذا كانت الرواية بمثابة إحياء للذاكرة الذي بدأ يصيب البعض، ولكن، هل يستطيع الأدب إصلاح ما أفسدته السياسة، ويحصّن الذاكرة ضد النسيان، بالتأكيد نعم. لقد قدم لنا تيسير خلف أثراً روائياً جديراً بالقراءة، وهو بعمله هذا أحسن إلى الرواية ولم يتنكر للتاريخ. إقرأ المزيد