جدلية الثنائي وآلية الاشتقاق
(0)    
المرتبة: 46,181
تاريخ النشر: 12/11/2014
الناشر: الفرات للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:مبدآان يحكمان الكون: مبدأ الحركة، ومبدأ التناقض، في الحركة تناقض وفي التناقض تُظهر الحركة سرعة المكان بالزمان، ويظهر التناقض في التوازن بين السالب والموجب: بين الكم والكيف تختفي الحركة في الزمان كيفما كأنها تتبدد، ثم تبدأ في الظهور كمّاً فتتموضع في المكان.
وِفْقَ هذه الجدلية عمد الباحث إلى قراءة مسميّات ...حروف الأبجدية وترتيب نَسقِها، بدءاً بالباء، وإنتهاءً بالغين مسقطاً ذلك على نشأة الكون بدءاً من الإنفجار العظيم بإتجاه الغياب أو الغناء.
وإلى هذا، فإن مسمّى كل حرف من حروف الأبجدية يدلّ على نقيضه، مستبطناً المعنى الحركي والجدليّ والقصدي، وهذه المعاني سير وتوضيحها في التمهيد في هذا الكتاب، هكذا كشفت للباحث جدلية الكون وضوح جدل الحرف وبنية الكلمة ونسق حروفها توصّلاً إلى سياق التواصل بالكلام، وهكذا اتضحت للباحث جدلية وإشتقاق الألفاظ ودلالات المعاني، من خلال جدل الحرف وجدل الثنائي، وعند بناء الثلاثي تجلّى التناقض بين المرسل والمُتَلَقَّى، وأمكن له مثلاً تمييز الفرق بين الكلمة بالّلام المتحركة (بالكسرة) والكلمة بالّلام (الساكنة)، في الأولى يظهرُ المرسل في إنفتاحه على الزمان والمكان من خلال صيغة (الفتحة)، وفي الثانية يظهرُ المُتَلقَّى في وصول المعنى إلى المكان من خلال حركة (السكون)، الفتحة والضمة والكسرة والسكون، التي هي حركات الحروف كصيغ من صيغ ألف التأليف، هي دليل الباحث على وجهة الحرف كعلّة للحركة وقصدٍ لها، بالتالي صار بإمكانه إرجاع قوانين الإشتقاق اللغوي إلى أصولها الحركية.
هكذا تسنى للباحث في كتابه الأول "الأبجدية ودلالاتها" إستخلاص نظرية تدل على معنى كل حرف من حروف الأبجدية العربية، من خلال جدل مسمّاه، وللتثبت من صدق نظريته أجرى بموجبها تطبيقات في كتابه هذا مما استخدم من كلام العرب، مع جولة على كلّ حروف الأبجدية، متوقفاً عند تبدل موقع الحرف حين يكون بادئاً أو لاحقاً، مستكملاً توضيح آلية الإشتقاق وفقاً لهذا الإستقصاء.
وعلى سبيل التوضيح، فإن الحركة بين الزمان والمكان دلّت على الحالة التي تضحو جدل التوازن بين الكم والكيف، هذا التوازن ظهر للباحث واضحاً عند معاينته الزمان في كلمة (ساعة)، فبدا في حروفها إضمار المكان، كما في (وسع) و(سعة)، واتضح له أيضاً في (قر) توجه الحركة إلى المكان إستقراراً بينها في (رق) تبدّ المكان في الزمان إلى مقاربة التلاشي.
هذا ما حاول الباحث إيضاحه في كتابه الأول "الأبجدية ودلالاتها، النظرية والتطبيق" كمرحلة من مراحل البحث عن مكنون اللغة العربية، بدءاً من الصوت وآله النطق إلى مخارج الحروف ودلالات أسمائها، وهدفه التوصل إلى سببية إستخدام اللفظة لا كيفية، تأكيداً على أن البنية الجدلية لكلام العرب لا تقبل المترادفات بل تضع لكلِّ إستعمال سبباً، ومن ثم، وفي كتابه هذا "جدلية الثنائي وآلية الإشتقاق" تابع الباحث قراءة الزمان والمكان والكم والكيف في بنية تركيب الثنائي بين حركتي الإيجاب والسلب، لإختبار التركيب الكيميائي لحروف الأبجدية، وتأثّر كل حرف بالحروف الأخرى تابعاً ومتبوعاً، تفاعلاً أو خضوعاً، قبولاً أو رفضاً، والبحث في قصده ومضمونه هو متابعة لكتابة الأول "الأبجدية ودلالاتها"... مما يستدعي رجوع القارئ إليه، وتفهم النظرية والإستدلال بالتطبيقات التي تضمنها.
وأخيراً، فهدف الباحث أولاً وأخيراً هو الأخذ في الإعتبار تصويب بنية اللغة وتصويب طريقة التفكير. إقرأ المزيد