النظام اللغوي وجدلية التناقض
(0)    
المرتبة: 29,148
تاريخ النشر: 13/12/2017
الناشر: الفرات للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:استدعت مسيرةُ العقل العربيِّ لتشكيل أدوات التفكير، التنقُّلَ بين التفكير في اللُّغة ولغة التفكير؛ بأنْ استجلاها من قوانين الوجود، فحَكَمَ التفكير باللَّغة، وروَّضها طيِّعةَ للتّفاعل الجدلّي مع الكون؛ واستوْدَع في الأبجدية شَفْرةَ هذا البُنيان، بأنْ جعل لكل اسم من أسماء حروفها دلالةً ومعنىً.
ودلَّنا مُسمّى كلِّ حرف على نقيضه الكامن فيه، ...ودلَّتنا الحركاتُ على الوجهة الزَّمانيّة أو المكانيّة أو الزَّمكانيّة، كذلك اختزن في نسق ترتيب حروف الأبجديّة توازن التناقض المتماهي مع نشأة الكون، ومع حركيّته الجدلية بين السّلب والإيجاب، ما مكّن للحروف أنْ تتفاعل على رقعة المتغيرات اللانهائية كما أحجار الشطرنج.
هكذا وجّهتنا الأبجديّة إلى إختيار منهج يحتكُم إلى فكر جدليِّ متناغم مع بُنيانه مع حركة الوجود، وما دلالاّت حروف البناء، وحروف المعاني، والضمائر، وأسماء الإشارة، والأسماء الموصولة، وغيرها من الأدوات إلا مفردات بناء تُلْحِق المفكّر فيه بالمفكَّر بِهِ، في تعاشقٍ يجعل المفكَّر به مرْكَبَةً يعبرُ بها المفكَّر فيه عوالم المعرفة.
عظَمَةُ هذه اللٌّغة إنَّها نسجت من توازن التناقض منهجاً في المعرفة ومعرفةً للمنهج، وصاغت لغةً للتواصل وتواصلا باللُّغة، وحيث أنَّ اللُّغة هي أداة التفاعل المجتمعيّ ومكوِّن هويَّته، فلا وسيلة أمام المجتمع العربيّ لبلوغ سُلَّم الرُّقي الحضاري إلاّ إذا فاعل الفكر في اللَّغة مع الفكر باللُّغة، وأنْ لا يغيب عن الذهن إستدراك ما تتضمَّنه حروف الأبجدية، ونسق ترتيبها، من معانٍ ودلالات جدليّة.
في هذا الكتاب يقرأ كيف جرى التفكير باللَّغة ليخلص إلى لغة التفكير. إقرأ المزيد