تاريخ النشر: 29/09/2014
الناشر: المركز الثقافي العربي
نبذة نيل وفرات:يحيل عنوان رواية (السامري) للكاتب السعودي محمد النجيمي إلى الشخصية التاريخية المذكورة في القرآن الكريم في قصة موسى وهي تغوي بني إسرائيل بإبداعها في صناعة عجل له خوار حتى جعله إلهاً لهم، فما هي تماهيات هذا العنوان مع نص النجيمي وما الدوافع وراء توظيف هذه الشخصية في الرواية؟
...في إجابة له حول الرواية يقول النجيمي " ... العمل لا يخلو من تجريب محسوب يستلهم عصرنا وفلسفته بتناقضاتها وتعدد هوامشها، ويتمرد واعياً على شكل تقليدي يرسم صورة واحدة للكتابة ويتخيل مثالاً محدداً للفرادة. "أتمنى ان يجد قارىء رواية السامري شيئاً يجذبه واختلافاً يساعده في تأملها والإستمتاع بمطالعتها".
وبالعودة إلى الرواية، اختار الروائي أن يكون السامري في نصه ضابطاً برتبة عقيد في شرطة الفيصلية بالطائف، وظيفته هذه جعلته ملتصقاً بهموم الناس وجرائمهم. لقد تبدلت حواسه حتى فقد مع الأيام الإحساس بالشفقة على الآخرين، فهو يدعي الشفقة على ضحاياه بملاحقتهم والقبض عليهم، ويستمر السامري سارداً لنا عملية ملاحقة الضحايا. فالضحية الأولى "ناصر" استحق شفقة السامري بعدما وجد صديقه مغترباً في مجتمعه، وصديقه "الراعي" اجتلب ذات الشفقة، وكانت روحه أمنية السفاح، ثم الفتاة اللعوب "زهرة" ثم الضحية "نعمان الدب" الذي أحرقه داخل سيارته وهو نائمٌ في غيبوبة الثمل، وآخر الضحايا "محمد سيد الصومعة"، الذي رأى فيه الشامري القناع الذي يخبىء تحته هوايته في القتل والتي سيختمها – كما يبدو في النص – بخطة قتل نفسه وإلصاق التهمة وما سبقها بمحمد "كل شيء كان جاهزاً لمشهد الختام، مسدس غير مرخص كنت قد أحضرته سابقاً، مشتبه به غير سويّ يُفترض أن يستخدم السلاح وضحية شريفة أدّت واجبها بكل تفانٍ وإخلاص. سأضغط الزناد إذا سارت الأمور كما أشتهي والمسدس مصوّب ناحية قلبي، آمل أن يسعفني الوقت حتى أقذف بسلاح الجريمة ناحية محمد ...".
وعليه، تكون (السامري) نصاً روائياً يعكس خبرة معرفية وفنية، سوف تشكل خطوة رائدة في مسيرة المؤلف الروائية. إقرأ المزيد