لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

سيرة عاطفية: توثيق لذاكرة الإحساس

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 61,918

سيرة عاطفية: توثيق لذاكرة الإحساس
10.20$
12.00$
%15
الكمية:
سيرة عاطفية: توثيق لذاكرة الإحساس
تاريخ النشر: 07/08/2014
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:"توقف المطر وسطعت الشمس، رائحة المكان كانت لا تنسى... ملح البحر مختلطاً برائحة الأشجار، والورود المغسولة بالمطر، أكاد أشم حتى رائحة الشمس!... الدفء جميل من بعد الإحساس بالبرد القارس، في الطبيعة، وفي الحياة، سمعت صوت رجل قريب يقول: "أجمل ما في المطر أنه يغسل كل ما في الحياة... هل ...ترين النباتات هناك نظيفة تلمع... "كأن الصوت ما دخل في أذني، بل تفجر منها، قلت لا أنظر إليه: "نعم... جئت هنا خصيصاً لأرى ذلك وتأمله".
أرجو أن لا أكون أزعج خلوتك إذن، كلا... راودني الشك بأنني أكلم نفسي، هل جننت!؟... التفت ورائي فرأيت بشراً حقيقياً، على الأقل لم أستطع إثبات العكس! قال: باسماً: "مرحباً"... قلت: "أهلاً"، ولم أعرف كيف ابتسم مثله، شعرت أنني سأخطئ لو فعلت، أو أنه سيفكر بأني فتاة سيئة، قال أنه يأتي إلى هنا كثيراً وبالذات حين السماء ممطرة، لأنه يعشق المطر، الكل يهرب من البحر حينها، أما هو فيذهب إليه، مهما كان بعيداً، قلت بأنني أيضاً آتي إلى هنا كثيراً ولا يهمني إن كانت تمطر، لكني لم أره من قبل، قال: "ولا أنا رأيتك... هل أنت خائفة؟؟؟"، مم؟... من المكان بشكل عام... انظري... الغيوم السوداء بدأت تتجمع من جديد... ستمطر ثانية بعد قليل وستصبح كل الدنيا مظلمة، قلت: لا أخاف من الظلام، مم تخافين: قلت: لا أدري بعد... من يخاف من شيء ولا يخافه إلا لأنه يملك ما يخاف عليه، وأنا ليس عندي ما أخاف عليه، واااو... أنت فيلسوفة! ابتسمت بتلقائية، وكان الفرح في داخلي بحجم الضحك، والطيران...
كنا وحدنا تماماً، كأن الدنيا كلها كانت بيتنا، والسماء سقف يظلنا، وكأننا كل من في العالم، أمطرت من جديد فشعرت بالرغبة في أن أمشي بقربه على إمتداد البحر، مددت يدي لألتقط حبات المطر فمد يده مثلي... قلت: "أنت تقلدني"!... ضك: "نعم" قلت: أحلى ما كان في طفولتي هو أنني لعبت تحت المطر.. قال: لست وحدك، أنا أيضاً فعلت ذلك... قلت: أنت إذن تقلدني من زمان!!... من قبل أن تعرفني، قال: نعم... وضحكنا...
سمعت صوت ضحكاتنا يتردد في كل الكون... كأن الحياة فعلاً لم يعد بها سوانا، هل كلانا ما نزال ما نزال في هذا العالم الذي نعرفه، أم أننا موتى؟... هل مت أنا وأنا لا أعرف؟؟... هل هذا حلم سريالي، أم أن الماضي كله كان الحلم، شعرت بالمشي تحت المطر لا يكفيني، أريد أن أرقص معه فوق غيمة... هل نستطيع الطيران في هذا العالم؟؟ لِمَ لا نجرب... قال ويده ما تزال تلتقط المطر: هل تعرفين حين كنت طفلاً، كنت أفكر بأن الملائكة حين ترقص فوق الغيم ينهمر المطر... المطر عرق الملائكة، المتعبة من الرقص، كيف عرف بأنني كنت أفكر بالرقص؟! أظن أنني كنت أرى الأشياء بشكل مختلف حين كنت طفلاً... وأنا كذلك... كنت أحس بها أيضاً بشكل مختلف... هل ترين تلك السفينة البعيدة؟ نعم... كنت أظن بأن ركابها هم الموتى، وأنها حين تعبر بهم خط الأفق يكونون قد وصلوا إلى "العالم الآخر"... هل تخيلت يوماً أن تطيري مع النوارس؟... ماذا تتمنين... وبماذا تفكرين؟؟... وعم تبحثين... أيكون يا ترى أحد أصدقاء خيالي... سئم من حبسه في الخيال، أو أحبني لكثرة ما أناجيه حتى عز عليه أن لا يأتى إلى "الحقيقة" ويحبني!...".
الظلام شديد، وأمواج البحر تعلو، وتقبل مسرعة من حدود الأفق وحتى الأفق، وحتى الصخور، ترتطم بها بغضب، صوتها مؤلم، والمنظر مخيف، لكن من مرّ بمثل حياتها لن يخيفه بعدها أي شيء... تتذكر فتحية ناصر صاحبة هذه السيرة كل شيء... بيت أمها، بيت خالها، مدرستها الأولى، وتوفها الأول في الإذاعة المدرسية، حمده، رابعة، وأم رابعة، وعائلة هيام ووجوهاً عبرت بها في السوق، وأخرى لباعة شاغبوها لوحدتها عاشت كثيراً، كثيراً جداً جداً أنه من الظلم أن نعرف بأن عمرها فقط ثمانية عشر عاماً، ولم تكسب بعد شيئاً، لكنها تجاوزت الخسائر... ووصلت - أخيراً - إلى الصفر من بعد أرقام سالبة بعيدة... وكبيرة... رأت بداخلها جراحاً تندمل... وأخرى تتفتق، وثالثة تتعتق... مثل السفينة الماخرة عباب البحر... شقت بجسدها أمواج الحياة... وبقلبها حمولة السنين... والفرق بينها وبين تلك السفينة أن هذه الأخيرة تعرف أين سترسو وتفرغ أحمالها... أما هي... فلا تدري حتى أين وجهتها... حتى ولو حكمت على نفسها بالهندسة... إلا أن في داخلها حكاية أخرى... حكاية تحكيها في سيرتها هذه لا لحكمة أو موعظة... بل هي تحكيها لذاتها...

إقرأ المزيد
سيرة عاطفية: توثيق لذاكرة الإحساس
سيرة عاطفية: توثيق لذاكرة الإحساس
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 61,918

تاريخ النشر: 07/08/2014
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:"توقف المطر وسطعت الشمس، رائحة المكان كانت لا تنسى... ملح البحر مختلطاً برائحة الأشجار، والورود المغسولة بالمطر، أكاد أشم حتى رائحة الشمس!... الدفء جميل من بعد الإحساس بالبرد القارس، في الطبيعة، وفي الحياة، سمعت صوت رجل قريب يقول: "أجمل ما في المطر أنه يغسل كل ما في الحياة... هل ...ترين النباتات هناك نظيفة تلمع... "كأن الصوت ما دخل في أذني، بل تفجر منها، قلت لا أنظر إليه: "نعم... جئت هنا خصيصاً لأرى ذلك وتأمله".
أرجو أن لا أكون أزعج خلوتك إذن، كلا... راودني الشك بأنني أكلم نفسي، هل جننت!؟... التفت ورائي فرأيت بشراً حقيقياً، على الأقل لم أستطع إثبات العكس! قال: باسماً: "مرحباً"... قلت: "أهلاً"، ولم أعرف كيف ابتسم مثله، شعرت أنني سأخطئ لو فعلت، أو أنه سيفكر بأني فتاة سيئة، قال أنه يأتي إلى هنا كثيراً وبالذات حين السماء ممطرة، لأنه يعشق المطر، الكل يهرب من البحر حينها، أما هو فيذهب إليه، مهما كان بعيداً، قلت بأنني أيضاً آتي إلى هنا كثيراً ولا يهمني إن كانت تمطر، لكني لم أره من قبل، قال: "ولا أنا رأيتك... هل أنت خائفة؟؟؟"، مم؟... من المكان بشكل عام... انظري... الغيوم السوداء بدأت تتجمع من جديد... ستمطر ثانية بعد قليل وستصبح كل الدنيا مظلمة، قلت: لا أخاف من الظلام، مم تخافين: قلت: لا أدري بعد... من يخاف من شيء ولا يخافه إلا لأنه يملك ما يخاف عليه، وأنا ليس عندي ما أخاف عليه، واااو... أنت فيلسوفة! ابتسمت بتلقائية، وكان الفرح في داخلي بحجم الضحك، والطيران...
كنا وحدنا تماماً، كأن الدنيا كلها كانت بيتنا، والسماء سقف يظلنا، وكأننا كل من في العالم، أمطرت من جديد فشعرت بالرغبة في أن أمشي بقربه على إمتداد البحر، مددت يدي لألتقط حبات المطر فمد يده مثلي... قلت: "أنت تقلدني"!... ضك: "نعم" قلت: أحلى ما كان في طفولتي هو أنني لعبت تحت المطر.. قال: لست وحدك، أنا أيضاً فعلت ذلك... قلت: أنت إذن تقلدني من زمان!!... من قبل أن تعرفني، قال: نعم... وضحكنا...
سمعت صوت ضحكاتنا يتردد في كل الكون... كأن الحياة فعلاً لم يعد بها سوانا، هل كلانا ما نزال ما نزال في هذا العالم الذي نعرفه، أم أننا موتى؟... هل مت أنا وأنا لا أعرف؟؟... هل هذا حلم سريالي، أم أن الماضي كله كان الحلم، شعرت بالمشي تحت المطر لا يكفيني، أريد أن أرقص معه فوق غيمة... هل نستطيع الطيران في هذا العالم؟؟ لِمَ لا نجرب... قال ويده ما تزال تلتقط المطر: هل تعرفين حين كنت طفلاً، كنت أفكر بأن الملائكة حين ترقص فوق الغيم ينهمر المطر... المطر عرق الملائكة، المتعبة من الرقص، كيف عرف بأنني كنت أفكر بالرقص؟! أظن أنني كنت أرى الأشياء بشكل مختلف حين كنت طفلاً... وأنا كذلك... كنت أحس بها أيضاً بشكل مختلف... هل ترين تلك السفينة البعيدة؟ نعم... كنت أظن بأن ركابها هم الموتى، وأنها حين تعبر بهم خط الأفق يكونون قد وصلوا إلى "العالم الآخر"... هل تخيلت يوماً أن تطيري مع النوارس؟... ماذا تتمنين... وبماذا تفكرين؟؟... وعم تبحثين... أيكون يا ترى أحد أصدقاء خيالي... سئم من حبسه في الخيال، أو أحبني لكثرة ما أناجيه حتى عز عليه أن لا يأتى إلى "الحقيقة" ويحبني!...".
الظلام شديد، وأمواج البحر تعلو، وتقبل مسرعة من حدود الأفق وحتى الأفق، وحتى الصخور، ترتطم بها بغضب، صوتها مؤلم، والمنظر مخيف، لكن من مرّ بمثل حياتها لن يخيفه بعدها أي شيء... تتذكر فتحية ناصر صاحبة هذه السيرة كل شيء... بيت أمها، بيت خالها، مدرستها الأولى، وتوفها الأول في الإذاعة المدرسية، حمده، رابعة، وأم رابعة، وعائلة هيام ووجوهاً عبرت بها في السوق، وأخرى لباعة شاغبوها لوحدتها عاشت كثيراً، كثيراً جداً جداً أنه من الظلم أن نعرف بأن عمرها فقط ثمانية عشر عاماً، ولم تكسب بعد شيئاً، لكنها تجاوزت الخسائر... ووصلت - أخيراً - إلى الصفر من بعد أرقام سالبة بعيدة... وكبيرة... رأت بداخلها جراحاً تندمل... وأخرى تتفتق، وثالثة تتعتق... مثل السفينة الماخرة عباب البحر... شقت بجسدها أمواج الحياة... وبقلبها حمولة السنين... والفرق بينها وبين تلك السفينة أن هذه الأخيرة تعرف أين سترسو وتفرغ أحمالها... أما هي... فلا تدري حتى أين وجهتها... حتى ولو حكمت على نفسها بالهندسة... إلا أن في داخلها حكاية أخرى... حكاية تحكيها في سيرتها هذه لا لحكمة أو موعظة... بل هي تحكيها لذاتها...

إقرأ المزيد
10.20$
12.00$
%15
الكمية:
سيرة عاطفية: توثيق لذاكرة الإحساس

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 2
حجم: 24×17
عدد الصفحات: 323
مجلدات: 1
ردمك: 9786144199713

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين