تاريخ النشر: 18/07/2014
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:عندما تموت الأحلام، يلوذ الناس على دواخلهم، ويعكف كلٌّ منهم على ذاكرته هرباً من واقع قاس، وكل واحد منهم يُعبر عن ألمه بطريقة ما، هذا ما تقوله هدية حسين في عملها الأدبي الجديد "إحساس مختلف" في قصص قصيرة تُنبأ بدراية كاتبتها بفن القصّ وبنائيته مستفيدة من أفضل وأحسن تقاليد ...الواقعية، وبمزاوجة متواشجة مع حداثية تمنح النص روائيته/فنيته، فتختلط أحياناً الشاعرية بأدبية النص، وبفيض اليقين، فها هي بطلة "خارج منطقة الصفر" القصة الأولى التي تفتتح بها الروائية عملها، وقد اختلط في ذاكرتها الحقيقي بالمتوهم، حتى باتت تعيش كل يوم خارج منطقة الصفر، في شقة صغيرة، لا تسمع فيها إلا أنفاسها، تبتكر الحكايات عن أصدقاء تفرقوا، ولم تعد تعرف عنهم شيئاً، أما حكايتها فقد طمرتها في بئر عميقة "ستتساءلون أيها السادة، أو يراودكم الفضول لمعرفة هذه الحكّاءة التي تتجاهل أمر حكايتها، ولعل ما أقوله سيريحكم حين تعرفون أنني طمرتُ حكايتي في بئر عميقة...". أما في قصة "إحساس مختلف" فتشير الروائية إلى علاقة الفن بالحياةن حيث ينظر كلٌّ من بطلي الحكاية إلى اللوحة بإحساس مختلف، فأمامنا لوحة لإمرأة "جسداً من غير رأس؟"، ولوحة أخرى "لرجل مبتور أخرى اليدين ومن حوله الأشياء تبدو بغاية الفوضى؟" ولعل هذا هو جوهر الفن "أن تبقى الأسئلة بلا إجابات... كلانا على حق لأننا ننظر إلى اللوحة بإحساس مختلف". لقد أفلحت الروائية بنقل المشهد التشكيلي من إطار اللوحة إلى إطار الواقع، واقع النصّ لا الواقع الحقيقي، ولا الزمان القصصي، فحركت بعناية لوحة النص داخل المتن القصصين وأخرجتها إلى منظور الواقعي لتفيض بها داخل وحدات الخيال والحلم، والمشهد المحسوس إلى جانب المجرد، فتترك للقارئ متعة الإحساس باللوحة، وعلى هذا الدرب تسير باقي قصص المجموعة، وقد تميزت بانتقائية، وجمالية، ونقاء جوهر، ما يدفع بخطابها الإبداعي إلى التواصل والتعامل مع المتلقي بإحساس مختلف. إقرأ المزيد