آليات إنتاج النص نحو تصور سيميائي
(0)    
المرتبة: 202,644
تاريخ النشر: 15/04/2014
الناشر: النايا للدراسات والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يمكن ان تعتبر الأطروحة النظرية التي يسعى هذا الكتاب إلى بلورتها - والتي تمثل محاولة لفتح أفق جديد أمام تحليل النصوص الروائية، على ضوء إدراك أن ممكنة الخطاب النقدي في الأدب العربي حول الرواية أن يصبح أكثر فعالية إذا ما تم صوغ فيها حية نقدية صادرة عن خلفية سيميائية ...ذات توجه ذريعي تداولي؛ شكل ذلك محفزاً لدى الباحث على تأمل هادئ.
في الأسئلة المشكلة لخلفية الدراسات والبحوث المنجزة في هذا المجال، وأفضت تلك السيرورة الذهنية إلى فرضية مفادها وجود أنواع من الأسئلة هي: 1-أسئلة ترتبط بسيرورة فكرية تحاين الموضوع المعرفي (الذي هو الرواية في هذا البحث)، وهي أسئلة مشروطة بكونها تستند إلى معرفة محايدة لذلك الموضوع المعرفي، 2-يتشكل النمط الثاني من أسئلة متعالية على الموضوع المعرفي (الرواية هنا)، وهي أسئلة تقوم بربط الموضوع بنسق فكري عام.
ومن سمات هذا المنسق العام أن يجعل الموضوع (الإنتاج الروائي) تمظهراً للبنية الفكرية التي تحكم بقية التمظهرات، ويترتب عن ذلك إنتاج إجابة متعالية على الموضوع المعرفي المخصوص، 3-يتشكل النمط الثالث من الأسئلة البسيطة التي لا تهتم بالتساؤل عن حقيقة خلفيات الأنموذجات النظرية للموضوع المعرفي؛ ولا عن مدى مناسبة مجموع أنموذجاتها الإجرائية لهذا الموضوع؛ بل تذهب رأساً إلى الإستناد إلى إحدى تلك الأنموذجات تحت إرغامات الموجة العامة، أو تحت تأثير فكرة مسبقة تتناسب وعلاقة أنموذج ما بالموضوع الحصري؛ ولهذا فإن إجابات هذا النمط غالباً ما تعمل، فقط، على جعل النص المشكل / أو النصوص المشكلة / للموضوع ملائماً للسيرورات الإجرائية المحددة من قبل الأنموذج النظري.
وإلى هذا، فإن كل نمط من تلك الأسئلة إلا ويرتبط بخلفية أبستمولوجية تحكمه وترسم آفاقه وأهدافه... وهكذا... فإن التصور، الذي رسمت عنده تلك العملية التأملية الأولية لدى الباحث، يرى أن الرواية جنس تعبيري إيديولوجي وجمالي يتوسل - لكي يتجسد - وسائل بلاغية ومنطقية: وقد نتج عن ذلك أن تم رابط الأساس الذهني لإنتاج الرواية بفكرة إيديولوجية حاملة لتصور عن العالم والإنسان والمجتمع، وهي الفكرة التي تحوّل، وفق مقاييس حجاجية، إلى حكاية منسوجة بناء على قيود الضروري والمحتمل الملائمين للفكرة الإيديولوجية وللحساسية المعرفية والجمالية المهيمنة على التلقي المحاقب لزمن الإنتاج، ثم يحوّل الكل إلى أشكال لغوية خاضعة لأشكال التقنية الخاصة التي تتولى ربط النص المفرد (رواية ما) بالجنس (الرواية).
أنه، إذن، تصور يربط الرواية المفردة بشكل مخصوص من التخييل الخاضع لقيود منطقية، ولا يتم ذلك إلا بفضل سيرورة ذهنية معقدة ومدروسة وموجهة، ويمكن القول بأن السؤال المؤسس لموضوع هذا الكتاب لم ينطلق فقط من التحديدات ذات الصبغة المتعالية؛ بل هو تأسس أيضاً على أغلب الإجابات ذات الصبغة المحايثة التي اكتفت يوصف المعنى الداخلي للنصوص، بحيث لا يمكن إستبعاد تلك التي حاولت كشفه إنطلاقاً من ربطه بشكل البناء إستناداً إلى السيميائيات ذات المنحى السويسري، أو إلى مقولات الذكاء الإصطناعي، أو تلك التي اكتفت بوصف شكل البناء متوسلة لذلك اللسانيات البنيوية (السرديات الشكلية).
وأخيراً، فإن الخلفية النظرية والمنهاجية لهذا البحث حول آليات إنتاج النص إنما هو بالدرجة الأولى إلى فلسفة بورس الدريعية، التي تعتبر من أهدافها إعتبار فعل التفكير إستخداماً للأدلة، وإن ذريعيته ليست مذهباً متيافيزيقياً، وليست محاولة لتحديد حقيقة ما للأشياء؟ ولكنها مجرد منهاجية لتحقيق معاني الكلمات القوية والمفاهيم المجردة. إقرأ المزيد