تاريخ النشر: 18/02/2014
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:لعلّ الإشكالية الأولى التي تثيرها قراءة "كتاب الميلانخوليا" للكاتب العراقي نجم والي. هي إشكالية النوع الأدبي، على الرغم من وجود عنصر الحكاية فيه، فغن الخطاب المستخدم لا يتوجه إلى قارئ محدد أو جهة محددة، فالمتكلم هو الكاتب/الراوي الحاضر في شكل مباشر في النص، والمخاطب هو الغائب. والغائب في النص ...هم ضحايا المرض والحرب، الزوجة التي توفت بمرضٍ حفر بجذوره زهرة في قصبة "رفقة" الهوائية، زهرة غير عادية لم تختر مكاناً غير رئتي الزوجة لتفقد على إثرها حياتها، فصار الزوج/السيد منذ ذلك الحين مولعاً بزهرة البيجونيا/الأكاسيا، يشتريها ويضعها عبر قبر "رفقة" حباً وإخلاصاً لها.
والرواية تعود بأحداثها إلى ثمانينيات القرن المنصرم في العراق، وتتبنى خطاباً غير تقليدياً على مستوى السرد والحوار وعلى مستوى البنية الروائية، فهي تجنح إلى بناء عالم ذاتي شاعري بامتياز، حيث لا تسلسل في حوادثها ووقائعها، بل تنمو ويتولد بعضها من بعض، في تسع وحدات سردية، حيث يختار الكاتب حوادث معينة ليقول ما يريد عن الوضع في بلاده، فينتقل من مكان إلى آخر، ومن شخصية إلى أخرى، فيعرض تفاصيل من حيوات شخوصه، وعيشهم، وذاكرتهم، وأحلامهم، وجراحهم؛ حيث يتقاطع الخاص مع العام أو يتماهيان، ما يعكس الحالة الذاتية لمن يكتب وظروفه وإحساسه بما يجري على أرض الوطن والكاتب بعمله هذا يعبر عن جرأة واضحة في مقاربة الواقع وإعادة صياغته بواسطة الرواية.
تتألف الرواية من تسع عناوين هي: 1-زهرة سوق الشيوخ، 2-أريام ذات العماد على عربة البنات، 3-صُحبة، 4-لكنها الحرب اندلعت مرة أخرى...، 5-فالس مع ماتيلدا، 6-البرتغالي الحزين، 7-حروب فوق اراض بعيدة...، 8-الحكواتي الأسود، 9-تلك الأغنية وأحزان أخرى. إقرأ المزيد