الربيع الأسود ؛ ثورة أم ظاهرة أم فصل من فصول تجفيف الأمة؟؟
(0)    
المرتبة: 26,038
تاريخ النشر: 02/04/2013
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة الناشر:بينما الشعوب والجماهير العربية تمارس طقوس الفرصة الأخيرة للبقاء على سطح التاريخ، وهي مسحوقة بين مطرقة الوصاية الدولية بممارساتها الإضطهادية التي تختزلها في اتفاقات الحماية العسكرية، وفي تدويل قضاياها السياسية، وفي إضفاء الشرعية على الاحتلال الإسرائيلي؛ وبين سندان الأنظمة السياسية العربية بممارساتها الاضطهادية التي تختزلها في إمتهان حقها في ممارسة ...المواطنة، وحقها في تنفس الحرية؛ كانت رياح الثورات الربيعية المفاجئة تهب بلا سابق إنذار على تخوم أملها الأخير.
ومع إطلالة هذا الربيع الملثّم الغامض، كانت رياح التساؤلات المتشائلة وعلامات الاستفهام المتفائلة تعصف بضمير تلك الجماهير، التي لم تجد خياراً آخر غير الاندفاع نحو حالة عدم التأكد، ونحو مطاردة أسراب السراب؛ ولكن دوائر الحيرة وعدم التأكد ظلت تتكاثر وتتسع مع إختلاط الأوراق وتشابك الخيوط يوماً بعد يوم، هل هي أمام ثورة مفتعلة؟ وهل هي ثورات صنعها ضمير الأمّة ودفعتها حركة نهوض تتحدّى الواقع الإضطهاديّ والإستبدادي البشع، أم إنّها ثورات صنعتها ودفعتها الإدارات السياسيّة والعسكريّة الغربيّة؟.
"الربيع الأسود" محاولة إستباق للأحداث وللزمن، ومغامرة بحث عن حقيقة هذا الربيع، وعن إجابة لمسلسل السقوط الموعود، هل سيتوقّف عند تهدّم العروش القديمة وسقوط الآلهة أو الرموز والأوثان المنصوبة عليها؟.
أم إنّ الأمّة العربية بكاملها، بشعوبها وجماهيرها سوف ينتظرها سقوط أكثر وجعاً من سقوطها الحضاري الّذي أدمنته منذ أكثر من قرن الزمن؟ وإذا كانت هذه الفوضى ثورة، وكانت فرصة للخلاص من إضطهاد الأنظمة السياسيّة العربيّة التي امتهنت كرامة حقّها في إثبات الوجود، وامتهنت كرامة حقها في ممارسة الحريّة، فما هو سبيل خلاصها من إضطهاد الوصاية الدوليّة ومن إتفاقيات الحماية العسكرية، ومن الإحتلال الإسرائيلي المدجّج بالشرعيّة الدوليّة، ليعود إليها بعد ذلك وزنها الإستراتيجيّ وإمتدادها التاريخيّ وإنسانيتها الحضاريّة؟.
"الربيع الأسود" ليس دفاعاً عن الأنظمة السياسية ولكنّه مواجهة فكريّة مع ثورة جرى تفريغها على رصيف أحوية المصالح الإستراتيجيّة بإستغلال الأخاديد الساخنة الّتي تفصل بين الشعوب والأنظمة؛ وهو أيضاً محاولة متواضعة لتأويل حلم جميل يحتمل كلّ الإحتمالات. إقرأ المزيد