تاريخ النشر: 14/07/2012
الناشر: دار الفارابي
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:"واستسلمت يا عزوز للسيل؛ سيل من جميع الجهات... وملأ السيل فمك وأنفك وكل أعطافك بزهرات اللوزة المضمخة بدمك... الكلب لدى الباب في نباح مسعور... لسانك الأبكم يتساءل: "أين حورية، أين؟..." لا منقذ يا عزوز... وتتشمم في عبير الزهر المضمخ بالدم والطين عبير فضيلة... فضيلة... فضيلة... فضيلة من ثوب العرس ...الفضفاض الشفاف الأبيض الملائكي المجنح... تمسك بيدك كالطفولة العذبة الطائرة... كالأحلام الفردوسية..."...
حبيبي عزوز، أنت مخطئ... قيل لك أني تزوجت، لا أتزوج إلاك، إلاك... إلاك... أنت مثلي الأعلى... لا، تلك البنت... أيعقل؟... تلك بنت نوارة استلمتها من المستشفى... ماتت نوارة زوجة أخيك بو عزيز، تلك بنت أخيك يا عزوز... تلك حورية... "آه، ماذا؟... علمية تخرج من تابوتها؟ تمسح من عينيها المسحوق الملحمي..."... لم أمت... كنت مخدرة من أجل إجراء العملية الجراحية... على القلب... انظر يا أخي عزوز... انظر قلبي...".
وأخذت يا عزوز قلب علجية بمليء كفيك، وطفقت تتفحصه... رأيت في القلب وريداً نازفاً... علاوة يقهقه ملء الشوق ويطعن بيديه كليتهما... ها هو يا علجية العرق النازف... علاوة يطعن... العرق ينزف... ينزف... الكلب المسعور يعوي ويزمجر في أغلاله... ينزف... ينزف... ينزف... إننا نسيج في بركة من الدماء... لكن، عودي يا فضيلة... عودي لماذا تخليت عني يا فضيلة؟... لماذا أنت حورية، أنت حورية... أنت فضيلة... لا، لا، الدماء تغمرك يا عزوز... يا... فضيلة... تغمرك... أأنت تحلم... لا، لكن هذه اليد القوية التي تمسك بخناقك... وتشخص عيناك يا عزوز عن مجموعة من الكلاب، حول جثمانك، تتشممك تمهيداً لنهشك، ويتجمد نور عينيك على عناقيد الزهور في أغصان اللوزة الأصيلة، وهي لا تزال كما هي...
على الرغم مما أسقطته سيول المطر، وأطاحت به أمواج الرياح، وجرفته خراطيم السيول... تشخص عيناك وتتجمدان، وتتحجران نوراً دامعاً في غرة الزمان... وقد لمعت نجمة الوسام الذهبية التي تعلو كتفك، وقد إنزاح المعطف مع لمعان ضوء سيارة الدرك القادمة نحو جثمانك، ولمعان نجمة القطب هناك في السماء...".
آلام وآمال وإرتكاسات أحلام... وغدر وخيانة تخيم على مناخات الرواية... يحاول الروائي تجسيد ذلك من خلال المشهد الأخير فهذا عزوز الفارق في بحر دمائه ما زال في لحظاته الأخيرة غارقاً في حب فضيلة التي كانت حلم حياته الذي لم يتحقق...
يمضي الروائي في تصوير الواقع البشري بكل تقلباته... مجسداً من خلال شخصيتي علجية وعزوز مرارة الغدر والخيانة اللذان قادا هاتين الشخصيتين إلى حتفيهما.نبذة الناشر:تزوجت دركيا... لكنك تزعم أنك دفنتها اليوم مع علجية أختك؟. لماذا تحاشيت لقاءها في هذا المساء؟.. فضيلة؟.. أية فضيلة تعني؟.. فضيلة التي تعرفها والتي أحببتها، والتي تركت في قلبك صدعا لا يرأب، وشقا لا يرمم، ووشماً لا يمحي..فضيلة تلك ذهبت. أما فضيلة التي رأيتها اليوم فهي امرأة أخرى تماماً ولا علاقة لها بالأولى، ولا علاقة لك بها. هذه التي تحمل صبية إلى صدرها ذات الساقين المعفرتين بالوحل.. أهو الكبرياء؟. أهو القلب المهيض الجناح؟.. كنتَ تراها حمامة بيضاء.. زنبقة زكية.. وردة الغرام والهيام.. واليوم تراها بلا سحر، بلا سرّ. تراها سقطا كسائر النساء. مالت إلى الكلب وأعرضت عن الأسد!.. وتبسمت للفكرة على الرغم من أنفك. هل أنت أسد؟!.. لا، ليست ابتسامة؛ بل شفة تتقلص اشمئزازاً… إقرأ المزيد