تاريخ النشر: 01/10/2013
الناشر: دار الفارابي
نبذة نيل وفرات:يستعير الروائي أبو العباس برحايل عنوان قصة سميث كول الأميركية المسماة "القاضية والعُفر" ويعيد إنتاجه لرواية قصة تنفتح على الواقع السياسي الراهن ليس في الجزائر وحسب بل تمتد على طول الوطن العربي وعرضه من سورية إلى اليمن إلى مصر وتونس ولبنان وغيرها من بلاد عانت من الظلم والإستبداد والقهر ...الإجتماعي، فتتناسل الحكايات وتتقاطع وتتداخل، تتشابه وتفترق، وتشكل جميعها حكاية المواطن العربي التي يتم قولها في الرواية بطرق متعددة، يمسك أبو العباس برحايل بخيوطها وينسجها حول الخيط الرئيسي – حكاية العلامة الشيخ ايوب، إبن الإمام محمد الطاهر الصابوري – الشخصية الرئيسية في العمل التي يتطور وعيها بفعل التفقه في الدين وقراءة الكتب التي ورثها عن أبيه، فتتوسع معرفته يوماً بعد يوم، حتى بروز ثورات الربيع العربي (2011)، حيث يبدأ صوت الراوي يظهر في الرواية ليدلي برأيه، ويناقش، ويفكك أحوال الحكم والمحكوم للكشف عن الأسباب التي أدت إلى انفجار الأوضاع في غير بلد عربي ولا تزال.
أما اللغة التي يعتمدها برحايل في روايته فذات مستويات متعددة، وهي أقرب إلى المباشرة والحكي والحديث اليومي منها إلى الإنشاء والرمز والمجاز، وقد تكون أحياناً مشهدية، تصويرية سينمائية تلتقط التفاصيل والجزئيات، وهذا مكون من مكونات الواقعية في الرواية التي يشكل ذكر أسماء البلاد والأماكن، وتحديد التواريخ، وتسمية أشخاص حقيقيين، من أهم ما يبدو لقارىء الرواية، وخاصة أنها تعكس مرحلة مفصلية، وربما إنتقالية، في حياة الشعوب والأوطان، ولعل غياب الحوار في الرواية مؤشر على غيابه عن هذا العالم الذي تتحكم فيه أحادية القرار. نبذة الناشر:"وأحس بنفسه أنه انكمش وتضاءل وصار في حجم صرصور تحت وطأة قدم فيل، وتقدم إلى السرير مقهور النفس يرتعش برداً من غير برد، وبدلاً من أن يجد المرأة التي بهرته منذ قليل في مكتبها الفخم، وجد على الطاولة الصغيرة بجوار السرير الفخم، ورقة طلاق زوجته ماتيلدا ممضاة من قبل القاضية هيلاري سالازار.. وإذ مد يده للورقة شعر بتيبس في اليد، أعقبته غمة فلم يعد يسمع شيئاً ولم يعد يرى أمراً، وسمع صوت القاضية من غير مكان يأمر الفتى بأمر مثير للانتباه:
ـ الخنوص المشوي يا بونابرت!..
جاء الفتى بصفيحة الغداء، ورأى نفسه يمد باليد نفسها إلى صفيحة الخنوص التي أمرت القاضية أو الساحرة في مطلع الزيارة بإعدادها إكراماً للمحامي اللامع وعمدة المدينة المستقبلي، وشرهت نفسه للأكل رغم عار عريه وانكماشه وافتضاحه ووضعه المزري.. الغريب أن الخنوص قدم في السرير على ملاءة بيضاء في المكان الوثير الذي يفترض أن تتمدد فيه المرأة التي ظل ينتظر اقتحامها الغرفة عارية مثل أمنا حواء كما وعدت، والتي أقبل يحبو من أجلها إلى هذه الغرفة بقصد غشيانها غشيان الفحول. لكن القاضية العادلة أو الغاشمة سيان، تصرخ فيه كالمعتاد دون أن يرى لها ظلاً في الغرفة:
ـ تأكل بشرط!.." إقرأ المزيد