الإمام علي صوت العدالة والانسانية
(0)    
المرتبة: 104,178
تاريخ النشر: 01/01/1970
الناشر: دار مكتبة الحياة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه من الأفذاذ النادرين الذين أن عرفتهم على حقيقتهم بعيداً عن الصعيد التقليدي الذي يدرس على أساسه رجالنا وتاريخنا؛ عرفت أن محور عظمتهم أنا هو الإيمان المطلق بكرامة الإنسان وحقه المقدس في الحياة الحرّة الشريفة، وبأن هذا الإنسان متطور أبداً، وبأن الجمود ...والتقهقر والتوقف عند حالٍ من أحوال الماضي أو الحاضر ليست إلا نذير الموت ودليل الفناء.
وقليل جداً من عظماء التاريخ الأقدمين هم الذين يبذرون في عقلك ويلقون في نفسك مثل هذه القاعدة العظيمة التي تطال المسلك الإنساني بكامله فتوجه كل نشاط وتراقب كل عمل: "من اعتدل يوماه فهو مغبون" وما يريد ابن أبي طالب بدا لك إلا التصريح بأن الغبن لا يلحق الجماعة من الناس إلا إذا استوى حاضرتهم وأمسهم، وبأن الغُنْم هو أن يكون حاضرتهم خيراً من يومهم، ولا يتم ذلك إلا بالإنسياق مع تيار الحياة الذي لا يهدأ.
وقليل جداً من عظماء التاريخ الأقدمين هم الذين يبذرون في عقلك ويلقون في نفسك موازين العدالة الكونية تنبثق عن نفسها وبنفسها تقوم، متكشفين بنور العبقرية أن "من ساء خلقه عذّب نفسه!".
وقليل جداً من عظماء التاريخ الأقدمين هم الذين أدركوا وعاشوا وقالوا أن "كل إنسان نظير في الخلق" و"الناس أسوة!"... وقليل جداً من عظماء التاريخ الأقدمين هم الذين وعَوا أن "الإحتكار جريمة" وأنه "ما جاع فقير إلا بما مُتّع به غنيّ" وأن "الذنب الذي لا يغفر هو ظلم العباد بعضهم لبعض" ثم راحوا يخلقون القوانين وينظمون الدساتير على أساس هذا الوعي الكريم!.
وقليل جداً من عظماء التاريخ الأقدمين هم الذين عاشوا هذه المبادئ الأصول جميعاً، وجلّوها وأقموا عليها مذاهب فكرية وإجتماعية متماسكة خرجوا بها من نطاق الأفكار المستقل بعضها عن بعض إلى إقامة البناء المنظم الواحد ذي القواعد والأركان.
و"علي بن أبي طالب" رضي الله عنه هو واحد من عظماء التاريخ الذي يأخذ مكانه بين الأفذاذ الذين مروا عبر التاريخ... أصحاب الدساتير ومحدثي الثورات، فما هي هذه المكانة!... وما هو محل الرجل بين أولئك الرجال؟...
من هنا يأتي هذا الكتاب الذي يحاول المؤلف من خلاله جوانب العظمة الحقيقية لــ "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه التي يتناولها لكي تتوضح بعض الخفايا التاريخية في حياة الرجل وحياة معاصرية، وقد جهد أن يحفل هذا الكتاب بأجزائه الخمسة، بنظرات جديدة تتعلق بعصر علي، وبنظرات موسعة جديدة كذلك تتناول عبقريته، ثم بإلتفاتة جامعة تشمل ما انطوى عليه تاريخ الإنسانية من معنى الإنسان بوصفه كائناً إجتماعياً وكيف تدرج هذا المعنى من طورٍ إلى طورٍ وفقاً لسير التاريخ العام، ليتم بعد ذلك توضيح ما أمكن توضيحه من معنى الإنسان عند "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه بالمقابلة بينه وبين مفكري العصور من بعض الجوانب، وبين مبادئه ومبادئ الثورة الكبرى المعروفة بالثورة الفرنسية بوصفها تجمع ماضي الإنسانيات القديمة والمتوسطة من معنى الإنسان، ثم بوصفها خاتمة عهود في تاريخ ابشر وفاتحة عهد جديد!...
ومما أثبته المؤلف أيضاً في هذا الكتاب أبحاث تناولت كلاًّ من علي وسقراط بالتحليل، ثم تناول الرجلين بالمقارنة والموازنة في فلسفة الأخلاق وفي غيرها من شؤون الإنسان، وبحثٌ يظهر أن عليّاً يمثل في جملة كيانه جانباً عظيماً من العدالة الكونية الشاملة، ودراسة واسعة، الغرض منها الكشف عن مقدار ما في شخصية ابن أبي طالب من تماسك لا يصحّ بغير وجوده بحثٌ ولا يستقيم رأي، إذ بدا للمؤلف من تماسك هذه الشخصية ما يدهش ويعجب، ثم أبحاث دارت حول عمنى التشيع في التاريخ العربي، وفيها كشف عن الإنخلاط التي رضيتها أكثر المؤلفين لأنفسهم بصدد هذا الموضوع الدقيق، وأخرى تناولت أثر عليّ والقومية العربية، إلى جانب دراسات كثيرة وغيرها.
وقد تم التمهيد لهذه الأبحاث جميعاً برأي مفصل للمؤلف في أساليب الباحثين ساعة يدرسون التاريخ العربي القديم ويرون آراءهم في قضاياه، وتحدث من ثم عن الحدود الحقيقية التي يمكن دراسة هذا التاريخ ضمنها، لينهي ذلك الفصل في الدراسات التي وضعها المؤلفون العرب والأجانب عن "علي بن أبي طالب" مبدياً رأيه فيه. إقرأ المزيد