تاريخ النشر: 01/01/2010
الناشر: دار حوران للطباعة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:إن الفارق بين الإسلام والعلمنة هو ذاك السقف الإلهي الذي هو رافد إضافي لصالح الإنسان، فالإسلام يتطابق مع العلمانية لجهة تسديد الإنسان وتعليته وتعزيزه وتكريمه، ومن جهة أخرى فالمفروض بالعلمانية أن لا تعارض الإسلام طالما أنه قارة ضخمة لإنتاج المعنى والقمية في جوهره وذاته وبإمتياز.
وكلمة العلمنة تثير أحياناً نفور المسلمين ...للوهلة الاولى: إنهم يخشونها كثيراً، لأن هذه العلمانية انتهت فلسفياً إلى الوضعوية، كما انتهت على صعيد الإقتصاد إلى الرأسمالية وعلى صعيد المجتمع إلى الفردية، وعلى صعيد الأخلاق إلى الهيمنة، وعلى صعيد الدين إلى الإلحاد.
ومع ذلك، يجب فتح فضاء جديد للعمل التاريخي مع الغرب، فضاء غير محكوم بأيديولوجيا الكفاح، وبالهيمنة الإستعمارية وبالعصبية القومية أو بالحشوية الإسلامية، وإنما يحمل هم الصيرورة الإنسانية الكبرى وخلاصها من التعاسة المادية النفسية والروحية والأخلاقية، وما يتفرع عن ذلك من ترسيخ حقوق الإنسان الأساسية والإقتصادية وحرياته العامة وديمقراطيته، أي ترسيخ الأنسنة بالمعنى العام والموسع، وبإتجاه نقطة إلتقاء المصالح والهم المشترك المحمول على الإرادة الحرة المحررة من دواعي القوة والإستكبار في الأرض.
على هذه الأرضية الرصينة يمكن الحديث عن رفع القطيعة القائمة بين الإسلام والغرب، وكسر الحواجز السميكة بينهما، ونسج عرى التواشج والتواصل.
وبالطبع فالمقصود هنا بالإسلام من ضفتنا هو الإسلام العقلاني المتفتح المتسامح، وليس إسلام الجمود والحشوية، أو الإسلام الأقنومي السكوني الدوغمائي الجوهراني القابع فوق التاريخ والمتأبي على كل إصلاح وتطور.
ونحن هنا أمام بحث رزين من مفكر يعرف العلمانية بأنها يد العدالة الإلاهية التي تسحب غطاء الدين عن السلطة، وتجعلها تقف وحيدة في العراء أمام شعوبها، ليس لها ما تستر به عورتها سوى كفاءتها وشفافيتها وعدلها وإحترامها لحقوق مواطنيها ودفاعها عن أمن الأوطان وسلامتها، فيرتفع مستوى أدائها ولا تصبح مرتعاً للصوص والأفاقين. إقرأ المزيد