لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

قبل أن تنام الملكة

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 12,499

قبل أن تنام الملكة
8.50$
10.00$
%15
الكمية:
قبل أن تنام الملكة
تاريخ النشر: 20/06/2011
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:لم أكن أحسب أن رحيلك للمرة الثانية سيعزّ عليّ كثيراً، أكثر بما لا يطاق من رحيلك الأول، لم أقدّر أنه سوف يحزنني كل هذا القدر، وأنه سوف يسقم بدني وسوف يدوس على وجودي غير الواثق بخطوات ثقيلة متراخية، كما سوف يحزّ في روحي أيمّا حزّ...
في رحيلك الأول، بكيت بحرقة ...الغياب غير المجرّب، غير المعدّلة، المفتوح على إحتمالات الشوق غير المختبرة من قبل، "كلّها كم شهر وارجعلك"، قلت وأنت تماحكين دمعة وقفت في طرف عينك، حين تعالت شهقاتي، متداخلة مع نداءات المطار الداخلية للمسافرين كي يلحقوا برحلاتهم، حضنتني متقمصة أمومة فتية، مستعيرة ذراعي الضاغطتين، مغدقة على جسدي... جسدك الملول الذي استعجل التملص من عناقي، قائلة بإبتسامة فيها شيء من الإستهجان لبكائي الذي سبب لك حرماً وسط خلائق المطار الذين راعهم مشهد الوداع الدراعي المؤثر: "أنا رايحة ادرس، مش رايحة أحارب" ثم حين تحررت مني وبصعوبة ودلفت عبر بوابة ختم الجوازات، ناولتني من بعيد تلك الإلتفاتة، وتلك النظرة التي قصمت، وحي أياماً.
كنت خائفة عن حدّ، لكن كبرياء الطفلة الهاجع في كيانك اللطيف سرّاً، الثائر علانية، حال بينك وبين أن تقوليها: "أنا خائفة في رحيلك الثاني، بكيت بحماوة الغياب المجرّب، الغياب الذي استحلى فعلته ماشياً في طريق النأي، غير ملتفت إلى الوراء، ضارباً في عمق الحياة وعمق الأبدان وعمق الأرواح، التي تشتهي اللقاء، متجذراً في العادية؛ وهو غياب لم أعتده، وإحتمالاته السادرة في إشتياق غير ملبىّ لا تبدو محتملة بالنسبة لي، غير محتملة على الإطلاق.
ابتلعت الشهقات التي صعدت بتعجل من كوم مرارات مستقرة في دريان نفسي، خنقتها قبل أن تصل حنجرتي التي ضغطت عليها بشدّة، لكنني لم أستطع خنق دموعي فسالت ثخينة بطيئة، سميكة، ثقّلها حزن خالٍ من شوائب الفرح، حزن من النوع الذي يتحول إلى حالة وحياة يومية.
كنا في المطار إياه، ولعلنا صادفنا الوجوه ذاتها التي لا تعلق بذاكرتنا كما لا نعلق بذاكرتها، فالمطارات هي مستودعات الغيابات والحيوات العبارة، وما اللقاءات والعناقات فيها إلا إنتصارات مؤقتة أو إنعكاس لهزائم مسجلة، لأنه لا نصر حقيقياً إلا للرحيل... أردت أن استبقيك في مساحة الوداع الملتبسة في المطار أطول وقت ممكن، في حين أردت التواري في البعاد سريعاً...
حين وصلت البيت، أغلقت الباب، أدرت مفتاحة مرة ومرتين، ثم اسندت ظهري عليه، واسلمت روحي للتداعي، اصصدم برائحتك العابتة في البيت، أنصت إلى حكيك الذي لا يريد أن ينتهي، ثم فجأة تختفين، تماماً كما كنت تراوحين بين الظهور والإختفاء، إذ نحكي في المطبخ بينما تعدّين لي كوب شاي بالنعناع.
قصة الرحيل ومراراته تسري في حكايات ترويها الكاتبة قبل أن تنام "ملكيتها" أحداث وإستجرار لمعاناة وآلام... هي قصة حياة كاتبة مبدعة تكتب سطوراً بل تكتب مشاعر وأحاسيس... وتكتب الحياة بسطورها وبتفاصيلها لذا كانت أعمالها مثار الإعجاب... وها هي الكاتبة تفتح كتاب حياتها لتقرأه على مليكتها... هي إنسانة عاشت غربة الروح وغربة الجسد... في ترحال دائم "كيف يستطيل الرحيل أكثر... أم نحترف الرحيل كما احترفنا العيش في مدن ليست لنا وأوطان لغيرنا تلفظنا متى ما ملّت منا؟... هل قلت لك من قبل كم تفيظني عبارة "آن أوان الرحيل"... كأن الرحيل، كما يفترض به، له أوان...
الرحيل يا صغيرتي لمن مثلنا ولمن على شاكلة لجوئنا المتوارث أوانه العمر، وقد يزيد عليه ويفيض: "غربة روح وغربة جسد، لجوء، وترحال، ومدن تحتوي شخصيات وأحداث تستأثر بالقارئ وتأخذه إلى عوالم حزامة حبايب قبل أن تنام الملكة.

إقرأ المزيد
قبل أن تنام الملكة
قبل أن تنام الملكة
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 12,499

تاريخ النشر: 20/06/2011
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
النوع: ورقي غلاف عادي
نبذة نيل وفرات:لم أكن أحسب أن رحيلك للمرة الثانية سيعزّ عليّ كثيراً، أكثر بما لا يطاق من رحيلك الأول، لم أقدّر أنه سوف يحزنني كل هذا القدر، وأنه سوف يسقم بدني وسوف يدوس على وجودي غير الواثق بخطوات ثقيلة متراخية، كما سوف يحزّ في روحي أيمّا حزّ...
في رحيلك الأول، بكيت بحرقة ...الغياب غير المجرّب، غير المعدّلة، المفتوح على إحتمالات الشوق غير المختبرة من قبل، "كلّها كم شهر وارجعلك"، قلت وأنت تماحكين دمعة وقفت في طرف عينك، حين تعالت شهقاتي، متداخلة مع نداءات المطار الداخلية للمسافرين كي يلحقوا برحلاتهم، حضنتني متقمصة أمومة فتية، مستعيرة ذراعي الضاغطتين، مغدقة على جسدي... جسدك الملول الذي استعجل التملص من عناقي، قائلة بإبتسامة فيها شيء من الإستهجان لبكائي الذي سبب لك حرماً وسط خلائق المطار الذين راعهم مشهد الوداع الدراعي المؤثر: "أنا رايحة ادرس، مش رايحة أحارب" ثم حين تحررت مني وبصعوبة ودلفت عبر بوابة ختم الجوازات، ناولتني من بعيد تلك الإلتفاتة، وتلك النظرة التي قصمت، وحي أياماً.
كنت خائفة عن حدّ، لكن كبرياء الطفلة الهاجع في كيانك اللطيف سرّاً، الثائر علانية، حال بينك وبين أن تقوليها: "أنا خائفة في رحيلك الثاني، بكيت بحماوة الغياب المجرّب، الغياب الذي استحلى فعلته ماشياً في طريق النأي، غير ملتفت إلى الوراء، ضارباً في عمق الحياة وعمق الأبدان وعمق الأرواح، التي تشتهي اللقاء، متجذراً في العادية؛ وهو غياب لم أعتده، وإحتمالاته السادرة في إشتياق غير ملبىّ لا تبدو محتملة بالنسبة لي، غير محتملة على الإطلاق.
ابتلعت الشهقات التي صعدت بتعجل من كوم مرارات مستقرة في دريان نفسي، خنقتها قبل أن تصل حنجرتي التي ضغطت عليها بشدّة، لكنني لم أستطع خنق دموعي فسالت ثخينة بطيئة، سميكة، ثقّلها حزن خالٍ من شوائب الفرح، حزن من النوع الذي يتحول إلى حالة وحياة يومية.
كنا في المطار إياه، ولعلنا صادفنا الوجوه ذاتها التي لا تعلق بذاكرتنا كما لا نعلق بذاكرتها، فالمطارات هي مستودعات الغيابات والحيوات العبارة، وما اللقاءات والعناقات فيها إلا إنتصارات مؤقتة أو إنعكاس لهزائم مسجلة، لأنه لا نصر حقيقياً إلا للرحيل... أردت أن استبقيك في مساحة الوداع الملتبسة في المطار أطول وقت ممكن، في حين أردت التواري في البعاد سريعاً...
حين وصلت البيت، أغلقت الباب، أدرت مفتاحة مرة ومرتين، ثم اسندت ظهري عليه، واسلمت روحي للتداعي، اصصدم برائحتك العابتة في البيت، أنصت إلى حكيك الذي لا يريد أن ينتهي، ثم فجأة تختفين، تماماً كما كنت تراوحين بين الظهور والإختفاء، إذ نحكي في المطبخ بينما تعدّين لي كوب شاي بالنعناع.
قصة الرحيل ومراراته تسري في حكايات ترويها الكاتبة قبل أن تنام "ملكيتها" أحداث وإستجرار لمعاناة وآلام... هي قصة حياة كاتبة مبدعة تكتب سطوراً بل تكتب مشاعر وأحاسيس... وتكتب الحياة بسطورها وبتفاصيلها لذا كانت أعمالها مثار الإعجاب... وها هي الكاتبة تفتح كتاب حياتها لتقرأه على مليكتها... هي إنسانة عاشت غربة الروح وغربة الجسد... في ترحال دائم "كيف يستطيل الرحيل أكثر... أم نحترف الرحيل كما احترفنا العيش في مدن ليست لنا وأوطان لغيرنا تلفظنا متى ما ملّت منا؟... هل قلت لك من قبل كم تفيظني عبارة "آن أوان الرحيل"... كأن الرحيل، كما يفترض به، له أوان...
الرحيل يا صغيرتي لمن مثلنا ولمن على شاكلة لجوئنا المتوارث أوانه العمر، وقد يزيد عليه ويفيض: "غربة روح وغربة جسد، لجوء، وترحال، ومدن تحتوي شخصيات وأحداث تستأثر بالقارئ وتأخذه إلى عوالم حزامة حبايب قبل أن تنام الملكة.

إقرأ المزيد
8.50$
10.00$
%15
الكمية:
قبل أن تنام الملكة

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 2
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 328
مجلدات: 1
ردمك: 9789953361758

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين