تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: المركز الثقافي العربي
نبذة نيل وفرات:"لست كاتباً، وإنما أنا مجرد إنسان يحاول أن يعطي انطباعات عن هذا العالم، مثلما سبق للآخرين أن أعطوا انطباعاتهم، مثلما سوف يعطي الاخرون انطباعاتهم في المستقبل القريب أو البعيد".
تدور الرواية مول موضوعة الكتابة تعريفاً وإنتاجاً وتداولاً، ولكأني بالروائي "محمد زفزاف" أراد البوح بآرائه بشكل غير مباشر، انطلاقاً من ...الشخصيات المحركة لرواية "أفواه واسعة"، وبالضبط السارد/ البطل حيث البنية المتحكمة في الرواية، فضلاً عن كونها انطباعات الكاتب وملاحظاته، فهي بمثابة نقد موجه ككل للذين يمارسون طقوس الكتابة وفعل التخييل.. ومن ثم فالردود والانتقادات تتعلق بالأفواه المتحدثة عن الكتابة، أو التي تدعي ذلك...
يمكن القول أن أفواه واسعة لم تخرج عن انطباعات وآراء وملاحظات يحددها الروائي في الكتابة أصلاً، إلا أنه في نفس الوقت يمتلك الطابع الذاتي الصرف الذي ينسحب على غيره ممن يزاولون مهنة الكتابة "أنا لست كاتباً، ولم أحلم بأن أكون ذات يوم.. انني أعرف كثيراً من الناس يحلمون بأن يكونوا كتاباً أو رسامين أو ممثلين أو خاضحي عوراتهم حتى يقال بأنهم موجودون وأنهم أنجزوا شيئاً في هذه الحياة... عندما يكتب الكاتب يعتقد أن كل الناس يهتمون بما يكتب.. فالكتَاب يكون لهم نظرة أخرى للحياة حتى أنهم ينتحرون بعد أن يكونوا قد نحروا مجموعة من الناس بأفكارهم... إن الحياة غريبة ولن يستطيع أن يفهمها الكاتب مهما حبر من الأوراق، ولم يفهمها حتى الذين عانوا الأمرين".
تبقى تجربة "محمد زفزاف" في "أفواه واسعة" تجربة ذهنية مدارها الأساسي الكتابة، أو بمعنى آخر درس الكتابة الذي يصدر عنه الروائي، والذي يبلغه في الوقت ذاته إلى كل الممارسين لفن الكلمة، وهي تجربة أدبية تنفرد بخصوصياتها الموضوعية والجمالية، تضيف إلى تراث بعداُ آخر ميزه عن أعماله السابقة... إقرأ المزيد