تاريخ النشر: 05/03/2011
الناشر: دار المسيرة للطباعة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:الإستماع هو أول الفنون اللغوية إكتساباً في حياة الإنسان، ذلك أن الطفل يستمع ويفهم قبل أن يتحدث، وهو كذلك أبرز الفنون اللغوية في التوجيه، واداة المعلم وغيره في تنمية الإتجاهات الإيجابية لدى التلاميذ.
علاوة على أن في الإستماع من الفوائد الجلية التي تزيد من خبرة المستمع ومن ثقافته، كما أنه ...الفن الذي يعصم المستمع من الوقوع في العثرات والزلل، لذا قال صالح المري كن إلى الإستماع أسرع منك إلى القول، ومن خطأ الكلام أشد حذراً من خطأ السكوت، وقال الحسن بن هانئ: "خل جنبيك لرامِ... وامض عنه بسلامِ"... "مت بداء الصمت خير... لك من داء الكلام"... إنما السالم من... ألجم فاه بلجام"... "ربما استفتحت بالمزح... مغاليق الحمام".
كما عدَّ العلماء الإستماع البوابة الرئيسة للعلم والتعلم، ولذا قيل إن أول العالم الصمت، والثاني الإستماع، والثالث الحفظ، والرابع العمل به، والخامس نشره.
ولفن الإستماع دورٌ كبيرٌ في الحياة اليومية للإنسان بصفة عامة؛ لأنه الفن الذي يمارس بشكل تلقائي في حياتنا، حيث لعبت الكلمة المنطوقة دوراً إجتماعياً وحضارياً في حياة الإنسان قبل إختراع الكتابة، فقد كانت عملية الإستماع من السلف، ونقل المسموع إلى الخلف الأداة الرئيسة للبشرية في نقل التراث الحضاري والثقافي قبل أن تبتكر الكتابة، وقبل الوصول إلى الوسائل التكنولوجية في التدوين والتسجيل، بالإضافة إلى أن للإستماع دوره في تنمية الملكة اللسانية واللغوية لدى التلاميذ لذا قال ابن خلدون بأن السمع أبو الملكات؛ حيث إنه ينمي لدى المستمع الإحساس اللغوي، الذي يجعله يشعر بالنغم الموسيقي للغة، والجرس الإيقاعي لها، كما أنه يعين المستمع على تذوق جماليات اللغة، والدقة والسلامة في أدائها. إقرأ المزيد