العجز الغذائي ومهمة التنمية العربية
تاريخ النشر: 01/01/1985
الناشر: معهد الإنماء العربي
نبذة نيل وفرات:يهدف هذا البحث إلى تحليل أبعاد مشكلة العجز الغذائي في الوطن العربي من منظور التنمية الريفية المتكاملة، ضمن تقويم أداء التنمية الزراعية العربية، وفي ضوء الإمكانات والموارد المتاحة مقابل النتائج المحققة، وبالمقارنة مع أوضاع الغذاء الدولية. وذلك بالارتباط مع مشكلات التخلف والتبعية التي طبعت الهياكل الإنتاجية العربية بغية إلقاء ...الضوء على النتائج التي أفرزتها التطورات النفطية الجديدة ومدى توافقها مع الأحداث التي شهدتها الساحة العربية.
وفي هذا الإطار يحاول البحث اختبار المقولة الآتية: هل إن اتساع الفجوة الغذائية وتدهور العملية الإنتاجية الزراعية العربية قد اقترنا بتصاعد الفوائض النفطية العربية باتجاه تكريس مظاهر التخلف والتبعية؟
وبغرض قياس هذه الأبعاد، فإن البحث سيحاول اختبار هذه المقولة من ثلاثة منطلقات: الأول: طبيعة تطور الزراعة العربية وذلك بقياس فجوة التنمية الزراعية بما فيها الفجوة الغذائية باستخدام أدوات عديدة أهمها: 1-مؤشرات الإنتاجية القومية والغلة الزراعية والإنتاجية الزراعية (الاختلال القطاعي وسوء التوزيع)، 2-تحليل العملية الإنتاجية بين التوسع الأفقي وبين التوسع الرأسي. 3-نسبة تغطية الصادرات الزراعية إلى الواردات الزراعية (فجوة التجارة)، 4-نسبة تغطية الإنتاج إلى الاستهلاك (فجوة الاستهلاك).
الثاني: مدى تدهور أوضاع القطاعات الإنتاجية السلعية (الزراعة والصناعة التحويلية) بالعلاقة مع تصاعد فائض القطاع الاستخراجي (خاصة الفوائض النفطية) على المستوى العربي وبالمقارنة مع طبيعة تطور الظاهرة الاستهلاكية، وذلك باستخدام مجموعة من أدوات أهمها: الموازين التجارية للقطاعات السلعية، المكونات السلعية للوردات العربية.
الثالث: طبيعة التطور في العلاقات التجارية العربية، وذلك باستخدام مجموعة من المؤشرات التحليلية للتوزيع الجغرافي للتجارة العربية -الدولية من جهة والتجارية العربية- العربية من جهة أخرى.
ولقد تم اعتماد أسلوب التحليل الكمي، ابتداءً من جمع وتنظيم البيانات التي توفرت من مصادرها ولغاية جدولتها وتحليلها، بقصد الوصول -قدر الإمكان إلى أفضل الدلالات دقة للإجابة على المقولة التساؤلية المطروحة في إطار الأهداف المرسومة.
وبغية تحاشي كثرة الجداول والأرقام التي تتطلبها العمليات التحليلية لهذا البحث الذي يشمل حدوداً متعددة (زمنية، جغرافية، سلعية) في إطار مراحل العملية الإنتاجية، ابتداءً من حصر الإمكانات والموارد، ومروراً بالإنتاج والتجارة، ولغاية الاستهلاك. لذلك فقد ارتأى الباحث تثبيت تلك الجداول التحليلية الأكثر ضرورة لأغراض البحث، مع التركيز على ثلاث فترات زمنية رئيسية هي (1970-1981، المتوسط)، حيث تضم المتوسطات كافة سنوات فترة البحث (1970-1981). إقرأ المزيد