أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري ومسلم
(0)    
المرتبة: 208,295
تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: دار ابن حزم
نبذة نيل وفرات:كانت أخلاق البيت النبوي التي تُعدّ سمة الحياة الاجتماعية في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت مستمدة من القرآن ، ذلك أن السيدة عائشة رضي الله عنها لمّا سُئلت عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم قالت لسائلها : أنما تقرأ القرآن ؟ قال : بلى . ...فقالت : كان خلقه القرآن . وإذا كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم ، وما جاء به ؛ فإن التواضع في البيت النبوي قد استمد أساساً من التوجّه القرآني العظيم ، فالله سبحانه وتعالى يصرف رحمته وآياته العظيمة عن كل متكبّر لا يتخلق بخلق التواضع ، لقوله عز وجل : [ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ] [ الأعراف / 146 ] . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس كفّاً ، وأجرأ الناس قلباً ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشيرة ، من رآه بد بهة هابه ، ومن خالطه أحبه . ولذلك لم يغب عن نسائه محجل الأخلاق وكمالها ، ومن هذا : التواضع والبُعد عن التكبّر والكبر ؛ لأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم لسن كأحد من النساء . والتواضع نقيض الكبر ، والتواضع خلق حسن ، والكبر خلق سيء ، والكبر خلق سيء ممقوت . والتواضع تَنَزُّ بالنفس في غير ابتذال لها ، ولا تهاون بقدرها ، ولا تجرئة للآخرين على الإستخفاف بمكانة المتواضع . والكبر يزيّن للمتكبّر أنه أعظم مكانة من غيره ، وأعظم قدراً وكمالاً من سواه ، فيركن إلى هذا الإعتقاد ، ويدأب على الإستخفاف بغيره وتحقير مَنْ دونه ، ويزدريه ، وتعيصه ويترفع عن مجالسته ومخالطته ، ويأنف من أن يخالفه غيره أو يعظه ، فإن تجرأ أحد على شيء من هذا غضب وعنّفه ووبّخه . من هذا كله نستخلص أن التواضع يحقق الكثير من الأخلاق الحميدة ، فالمساعدة والإيثار والسماحة ، ومشاركة الناس في مشاعرهم ، وجب إنصاف المظلوم . أما الكبر فإنه يجر إلى رذائل الأخلاق ، كالحقد والغضب والإثرة والغرور والتسلّط . وقد نهى القرآن الكريم عن الكبر ودعا إلى التواضع في مواقف عديدة منها قوله سبحانه : [ فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون . لا جَرَم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون أنه لا يحب المستكبرين ] [ النحل / 22 – 23 ] . وحيث أن خلق النبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن ، حيث أنه كان متواضعاً مستمداً ذلك من التوجيه القرآني العظيم . وهذا غيض من فيض ما كان عليه خلق النبي صلى الله عليه وسلم ، الذي أوتي جوامع الكلم ، وكان حديثه الطيّب الحض على الأخلاق ، ولم يكن حضه صلى الله عليه وسلم على الأخلاق قولاً وكفى ؛ بل كان عملاً قدوةً وأسوةً حسنة . من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي حفل بمواقف النبي صلى الله عليه وسلم ومشاهده في الفضيلة والأخلاق ، يعرض من خلاله المؤلف بما حدّث به صلى الله عليه وسلم ، ويروي ما فعله لما من شأنه إصلاح أمتها ليقيها شر السوء والبغضاء ، مبيّناً ما كان من خلقه صلى الله عليه وسلم من خلق حسن تجلّت في تسامحه وعفوه وعدله وتواضعه ورحمته . . . وما أكثرها ، فهي لا تُحصى ولا تُعدّ . . ولا غرو فقد كان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن . نبذة الناشر:لقد أوتي النبي صلوات الله عليه جوامع الكلم، وكان من حديثه الطيب الحض على الأخلاق فها هو المؤلف يهتف بمواقفه ومشاهده في الفضيلة والأخلاق، وما فعل كي يصلح من شأن أمته ويقيها شر السوء والبغضاء وذلك من خلال سيرته العطرة المستخلصة من صحيح البخاري ومسلم. إقرأ المزيد