تاريخ النشر: 17/12/2009
الناشر: دار الكتاب العربي
نبذة نيل وفرات:لعل خير وصف لرواية "تل الصنم" للكاتب الإماراتي علي أبو الريش، إنها رواية عن الناس الذين لفظتهم الحياة خارج أسوارها، فشخصيات مثل المعتوه والضرير والمرأة الطيبة وما طرأ على حياة كل شخصية، وطريقة تفاعلها مع الوسط التي تعيش فيه، ونقاط التقاطع بين تلك الشخصيات شكلاً ومضموناً، يعطي المتلقي فكرة ...واضحة لما ستؤول إليه مصائرهم، فيروح يتلمس في سياق الأحداث التغيير الذي سيطرأ على حياة كل واحدة منها.
ولكن هذا لا يلغي دور الشخصيات الثانوية التي لعبت أدوراً خاطفة، ثم واجهت مصائرها المحتومة أو انزوت أو تلاشت لسبب من الأسباب مثل صلوحة المجنونة التي لفظت أنفاسها في مستشفى بائس، وحميد الخِبلة الذي فارقت روحه جسده في خرابة، وحمود البيدار الذي انفجر في لحظة غضب ورفض الإنصياع لأوامر سيده ومصدر رزقه صاحب النخل.
وهكذا يترك الروائي كل شخصية تقدم نفسها بنفسها، فالرجل الأعرج أنموذجاً للشجاعة، وحمود البيدار هو أنموذج للشخصية التحريضية المناضلة، والضرير صاحب البصيرة الثاقبة في حل المشكلات، والمعتوه الذي عاش طفولة مشاكسة نتيجة لسلوكه اليومي الذي لا يخلو من شقاوة، فهو يضرب هذا الصبي، ويشاكس ذاك، ويتسلق إلى أعشاش العصافير مُحطماً أغصان الأشجار ومستثيراً غضب نساء الحي.
في "تل الصنم" ثمة أحداث خارجة عن المألوف، ومواقف درامية، وأخرى هزلية، وبطولة جماعية، وشهادة على البؤس، فهل أراد الروائي القول أن هناك أناس مثلنا يعيشون على هذه الأرض وأعيننا لا تراهم؟... إقرأ المزيد