لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

الوليمة العارية

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 55,759

الوليمة العارية
6.80$
8.00$
%15
الكمية:
الوليمة العارية
تاريخ النشر: 01/09/2009
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
النوع: ورقي غلاف عادي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"مسح مغيب أفندي نظارته الدائرية ذات الإطار المعدني بقطعة صغيرة من القطيفة الحمراء التي أخرجها من جيب جاكتته، ثم وضعها على عينيه، وأخذ يقرأ موضوعاً للشاعر عبد الحق حامق منشوراً في صحيفة (حريت أفكار)، زخرف صدره حسرة مكبوتة، وهو يردد بصوت مسموع: (لا حياة لنا إلا مع أوروبا)... كانت ...المحطة المزدحمة في حيدرباشا في الجانب الآسيوي من استنبول هي المكان الذي افترق فيه الشيخ أمين ومنيب أفندي كلاهما، غادر الشيخ أمين من البوابة الحديدية الضخمة التي تتوسط سور المحطة المشيد بالطوب الأصفر والمظلل بالأشجار الكثيفة إلى الشارع الواسع، وتوجه إلى اليسار أولاً حيث مجموعة من العربات الصغيرة التي تجرها الخيول الهزيلة... صعد الشيخ أمين العربة وأمر حوذيها بالتوجه إلى مكتبة طوب سراي الواقعة على مسافة تربية من المحطة، بينما كانت هناك مجموعة من المسافرين بطرابيشهم الحمر وقبعاتهم الافرنجية يتوجهون إلى بوابة المحطة لمغادرتها، وهم يحملون حقائبهم بأيديهم وينشرون على رؤوسهم المظلات.
كانت السماء تمطر مطراً خفيفاً ناعماً، فتغتسل استنبول بمشهد شتائي صامت، كان الشيخ أمين ومنيب أفندي كلاهما ينظران إلى هذا المطر الذي يهبط على استنبول، على السحر الشرقي القديم، على الترف الضائع والبرانس الموشاة، على المنارات وهندستها الباذخة، والأبعاد الضخمة لأجنحة الجوامع، على الألوان الصارخة والقانية والأسلحة البراقة على الشرق النائم بعجائبيته الممتدة على مشارف أوروبا.
وضع الشيخ أمين رأسه الملفوف بعمامة بيضاء ناعمة على حافة سجفة العربة السوداء، كان يصفي إلى صوت ارتطام حبات المطر الناعمة بالسقوف المعدنية للمنازل الكبيرة المشيدة على جانبي الشارع، كان يصغي إلى صوت المنائر الزرق الملونة بالموزاييك والمطعمة بالمنيا وقد غسلها المطر، كان يصغي إلى هسهسة جامع طوب هنا اسكوتاري وهو يسبح تحت سماء، مادية ممحوة بالضباب.
كان الشيخ أمين يمضي الساعات الطويلة وهو واجم في مكتبة طوب سراي، يمضي الساعات وهو حزين لأن الأستانة لم تعد الضربات المريعة للسلطان محمد الفاتح، ولم يعد ضياؤها الباهر القديم يلقي بأشعته على العالم الإسلامي الكبير... كان الشيخ أمين يحلم بسحر العصور الآسر، حين كان التتار بسروجهم الصغيرة ورؤوسهم الحليقة يعبرون إلى الصوب الآخر من البحر، بينما كان منيب أفندي يرحل في الترامواي إلى أزمير وهو يحلم بالخلاص على يد الغرب، يحلم بالشرق وقد تهدم إلى الأبد وحل محله الغرب...كان كل واحد منهما يتساءل أين خلاصنا؟ منيب أفندي يصرخ: (العلم... أروبا؟). الشيخ أمين يصرح (الإسلام... الأمة).
الزمن العام 1914 زمن إندلاع الحرب العالمية الأولى: مسرح الأحداث بغداد - استنبول وبقع أوروبية أخرى، ففي بغداد وهناك في القهرخانة على نهر دجلة تجدد الخلاف الذي قسم الأنتلجنسيا العراقية شيوخاً وأفندية إلى قسمين.
لقد شهد الجميع مرحلة من أخطر مراحل التاريخ، وقد تجدد النقاش مرة أخرى حول معرفتين وثقافتين وتأريخين مختلفين، لقد انقسمت الأمة... بين العبادة الدينية والبذلة الافرنجية... وقد أصبح الزي نوعاً من الرأسمال الرمزي، وهو يحدد المصائر التي كانت تتجدد وتتحول على الأرض فحسب، إنما في الضمائر أيضاً. ضمن هذه المناخات يستحضر الروائي هذه التجربة الحياتية المصيرية لا على صعيد الأفراد فقط بل وأيضاً والأهم على صعيد الأمة بأسرها، فهي تجربة مختلفة من الناحية النوعية عن كل تجربة سابقة... حدثت في مدينة كانت أبعد ما تكون عن الأمن والحضارة والمدينة من كل مدن الأمبراطورية العثمانية.
يستحضر الروائي هذه التجربة ليصبح القارئ حاضراً يشهد تلك الفترة الحاسمة في التاريخ الإسلامي والعربي، تلك الفترة بكل هزاتها الثقافية والسياسية والإجتماعية من خلال أسلوب روائي رائع لم يغب عنه عناصر التشويق والتثقيف، والنقد، ذلك كله جعل من تلك الرواية عملاً متكاملاً ومتميزاً.

إقرأ المزيد
الوليمة العارية
الوليمة العارية
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 55,759

تاريخ النشر: 01/09/2009
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
النوع: ورقي غلاف عادي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"مسح مغيب أفندي نظارته الدائرية ذات الإطار المعدني بقطعة صغيرة من القطيفة الحمراء التي أخرجها من جيب جاكتته، ثم وضعها على عينيه، وأخذ يقرأ موضوعاً للشاعر عبد الحق حامق منشوراً في صحيفة (حريت أفكار)، زخرف صدره حسرة مكبوتة، وهو يردد بصوت مسموع: (لا حياة لنا إلا مع أوروبا)... كانت ...المحطة المزدحمة في حيدرباشا في الجانب الآسيوي من استنبول هي المكان الذي افترق فيه الشيخ أمين ومنيب أفندي كلاهما، غادر الشيخ أمين من البوابة الحديدية الضخمة التي تتوسط سور المحطة المشيد بالطوب الأصفر والمظلل بالأشجار الكثيفة إلى الشارع الواسع، وتوجه إلى اليسار أولاً حيث مجموعة من العربات الصغيرة التي تجرها الخيول الهزيلة... صعد الشيخ أمين العربة وأمر حوذيها بالتوجه إلى مكتبة طوب سراي الواقعة على مسافة تربية من المحطة، بينما كانت هناك مجموعة من المسافرين بطرابيشهم الحمر وقبعاتهم الافرنجية يتوجهون إلى بوابة المحطة لمغادرتها، وهم يحملون حقائبهم بأيديهم وينشرون على رؤوسهم المظلات.
كانت السماء تمطر مطراً خفيفاً ناعماً، فتغتسل استنبول بمشهد شتائي صامت، كان الشيخ أمين ومنيب أفندي كلاهما ينظران إلى هذا المطر الذي يهبط على استنبول، على السحر الشرقي القديم، على الترف الضائع والبرانس الموشاة، على المنارات وهندستها الباذخة، والأبعاد الضخمة لأجنحة الجوامع، على الألوان الصارخة والقانية والأسلحة البراقة على الشرق النائم بعجائبيته الممتدة على مشارف أوروبا.
وضع الشيخ أمين رأسه الملفوف بعمامة بيضاء ناعمة على حافة سجفة العربة السوداء، كان يصفي إلى صوت ارتطام حبات المطر الناعمة بالسقوف المعدنية للمنازل الكبيرة المشيدة على جانبي الشارع، كان يصغي إلى صوت المنائر الزرق الملونة بالموزاييك والمطعمة بالمنيا وقد غسلها المطر، كان يصغي إلى هسهسة جامع طوب هنا اسكوتاري وهو يسبح تحت سماء، مادية ممحوة بالضباب.
كان الشيخ أمين يمضي الساعات الطويلة وهو واجم في مكتبة طوب سراي، يمضي الساعات وهو حزين لأن الأستانة لم تعد الضربات المريعة للسلطان محمد الفاتح، ولم يعد ضياؤها الباهر القديم يلقي بأشعته على العالم الإسلامي الكبير... كان الشيخ أمين يحلم بسحر العصور الآسر، حين كان التتار بسروجهم الصغيرة ورؤوسهم الحليقة يعبرون إلى الصوب الآخر من البحر، بينما كان منيب أفندي يرحل في الترامواي إلى أزمير وهو يحلم بالخلاص على يد الغرب، يحلم بالشرق وقد تهدم إلى الأبد وحل محله الغرب...كان كل واحد منهما يتساءل أين خلاصنا؟ منيب أفندي يصرخ: (العلم... أروبا؟). الشيخ أمين يصرح (الإسلام... الأمة).
الزمن العام 1914 زمن إندلاع الحرب العالمية الأولى: مسرح الأحداث بغداد - استنبول وبقع أوروبية أخرى، ففي بغداد وهناك في القهرخانة على نهر دجلة تجدد الخلاف الذي قسم الأنتلجنسيا العراقية شيوخاً وأفندية إلى قسمين.
لقد شهد الجميع مرحلة من أخطر مراحل التاريخ، وقد تجدد النقاش مرة أخرى حول معرفتين وثقافتين وتأريخين مختلفين، لقد انقسمت الأمة... بين العبادة الدينية والبذلة الافرنجية... وقد أصبح الزي نوعاً من الرأسمال الرمزي، وهو يحدد المصائر التي كانت تتجدد وتتحول على الأرض فحسب، إنما في الضمائر أيضاً. ضمن هذه المناخات يستحضر الروائي هذه التجربة الحياتية المصيرية لا على صعيد الأفراد فقط بل وأيضاً والأهم على صعيد الأمة بأسرها، فهي تجربة مختلفة من الناحية النوعية عن كل تجربة سابقة... حدثت في مدينة كانت أبعد ما تكون عن الأمن والحضارة والمدينة من كل مدن الأمبراطورية العثمانية.
يستحضر الروائي هذه التجربة ليصبح القارئ حاضراً يشهد تلك الفترة الحاسمة في التاريخ الإسلامي والعربي، تلك الفترة بكل هزاتها الثقافية والسياسية والإجتماعية من خلال أسلوب روائي رائع لم يغب عنه عناصر التشويق والتثقيف، والنقد، ذلك كله جعل من تلك الرواية عملاً متكاملاً ومتميزاً.

إقرأ المزيد
6.80$
8.00$
%15
الكمية:
الوليمة العارية

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 318
مجلدات: 1
ردمك: 9782843080135

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين