محمود درويش - الأعمال النثرية
(0)    
المرتبة: 10,092
تاريخ النشر: 15/05/2009
الناشر: دار العودة
نبذة نيل وفرات:يحتوي هذا الكتاب على الأعمال النثرية للكاتب والشاعر محمود درويش، والتي قد لا تقل في أهميتها عن شعره الذائع الصيت، بصفتها لغة خاصة معبّرة و"تاريخ صوت صغير يحفر شكلا في صخور الجليل التي تحولت إلى زنزانة وأفق"، "فالمعارك لا تنتهي واللغة لا تستقر"، والوطن يبتعد ويقترب، و"في حزن كل ...يوم، في موت كل يوم تكتب الكتابة، أو تحاول أن تكتب، لكي يكف هذا الحزن العادي عن أن يكون قابلاً للقبول".
تقسم الكتابات إلى أربعة أقسام: القسم الأول يحمل عنوان عدد من الخواطر داخله "يوميات الحزن العادي" التي يعلن فيها صارخاً: "ولماذا تنسى أو تتناسى أن إسرائيل بنيت بسواعد عربية؟ يا للمفارقة.. ويا للعار!"، ويضم القسم عدد كبير من الكتابات والأفكار والتداعيات، كـ"حالة انتظار" طويلة "يعيشها العرب في إسرائيل لا تنتج عن ارتباك في معرفة هويتهم، فإن هويتهم القومية حادة الوضوح، ولكنها ناتجة عن ارتباك الفعل العربي الخارجي.. عن تقدمه أو تخلفه"، وكـ"القمر لم يسقط في البئر" يتساءل فيها: "أيهما أكثر إيلاماً: أن تكون لاجئاً في أرض سواك أم تكون لاجئاً في أرضك؟".
في القسم الثاني "ذاكرة للنسيان"، وهو أشبه برواية خاصة ومميزة بين الخاطر والسرد وأبيات الشعر، يمتزج فيها الواقع بالمنام وباليقظة المؤلمة: "سقط القناع عن القناع سقط القناع، ولا أحد إلاك في هذا المدى المفتوح للأعداء والنسيان".
في القسم الثالث "عابرون في كلام عابر"، وهو عنوان قصيدة واكبت زمن الانتفاضة، وجاءت ضمن سياق مقالات أخرى كتبها محمود درويش في السنوات الأخيرة، "مما يعطيها صفة شهادة الشاعر الفلسطيني على زمنه"، بما تعنيه من "مصاحبة الزمن بالكتابة"، لأن الشاعر "أدرك، منذ فترة طويلة، أن الشعر توأم الفكر، وأن الشعر يصوغ، في حداثتنا، قضايا الوجود الفردي والجماعي، من غير تهاون أو تخاذل".
في القسم الأخير "رسائل إلى سميح القاسم"، بوح صريح في مواضيع جمة تأتي من قلب صديق إلى صديقه، فيها الكثير من التعليقات السياسية لوضع الداخل المحتل والخارج العربي المتقلّب والملتبس والمتحايل،: "هل تذكر العهد الذي كانت فيه السياسة الغربية تستنجد بأمريكا لتحميها من طيش إسرائيل"، أو "ليت الحاكم العربي يترك الداخل وشأنه"، كما التعليقات الشخصية والخاصة: "كم أمقت يوم الثلاثاء.. لأنه يوم كتابتي الأسبوعية"، أو: "هل تذكر ألعابنا في ذلك السجن؟"، وفيها كثير من التعبير عن مشاعر الصداقة والود التي تجمع بين الشاعرين الفلسطينيين الكبيرين: "فاحذر قلبك. لا تدلله أكثر مما ينبغي. ولا تهمله أكثر مما يستحق، فهو جهاز قوي، شقي، وسريع العطب. قد يحتمل ضربة صاروخ. وقد يتجعلك بزهرة ليلك..".
نثريات محمود درويش تختصر حياتنا العربية بكل نواحيها المعقدة وإشكالياتها، وتعبر بصدق وشفافية ووجدانية، تملؤها المرارة والنقمة، كما الحب والتعاطف والحنين. إقرأ المزيد