قراءات في علم التفسير - الفلسفة
(0)    
المرتبة: 176,431
تاريخ النشر: 31/01/2008
الناشر: منشورات جامعة قاريونس
نبذة نيل وفرات:لا شك أن البحث في الأطر الأساسية للفلسفة يعد من الموضوعات الهامة والتي لا غنى عنها للباحثين والدارسين لمجالات علم التفسير (الفلسفة)، ومما هو جدير بالذكر أنه ليس من اليسير الوقوف على هذه الأطر وذلك لتشعب المجالات وكثرتها ولتشابكها مع بعضها البعض، وأيضاً كثرة واختلافات آراء الفلاسفة عبر العصور ...ابتداءً من الإرهاصات الأولى للفكر الإنساني في فترة ما قبل الميلاد وانتهاء بالفترة المعاصرة، ولا يفوتنا أن ننوه على أنه على الرغم من اختلاف الآراء إلا أن تاريخ الفكر الإنساني يتسم بعملية التأثير والتأثر، تأثير السابق على اللاحق. وعملية التأثير والتأثر تتصف أيضاً بالشدة والضعف، قد يكون التأثير على درجة من الشدة إلى حد شبه التطابق، وقد ينحدر إلى الضعف إلى حد شبه الاختلاف، وقد يصل إلى الاختلاف التام.
وفي هذا الكتاب محاولة للوقوف على الأطر والمبادئ الأساسية والعامة للفلسفة في ثوب منهجي تاريخي نقدي، ولذا قسم هذا البحث إلى أربعة فصول، يتحدث الفصل الأول عن الفلسفة بوجه عام وتعريفها ونشأتها التاريخية، والفلسفة من حيث وصفها علماً للتفسير، وبما أن الفلسفة تشتمل على ثلاث مباحث رئيسية هي مبحث الوجود، ومبحث المعرفة، ومبحث القيم، فكان من البديهي أن يعرض الفصل الثاني مبحث الوجود وفيه استعراض لمفهوم الوجود وإشكالاته التي تعد من أولى المشكلات الرئيسية في تاريخ الفكر الفلسفي، فقد طرحت على بساط البحث الفلسفي تساؤلات كثيرة حول مشكلة الوجود، من أهمها هل الوجود موجود (حقيقي) أم أنه مجرد فكر أو وصف يطلق على الأشياء؟ وما نوع الوجود؟ وما علاقته بالزمان؟ وهل هناك مبدأ أولي للوجود؟ أم إنه صيرورة لا متناهية؟ وإن كان الوجود موجود فهل هو مادي أم روحي أم الاثنين معاً؟ وغيرها من التساؤلات العديدة حول هذا المبحث، وفي هذا الفصل عرض لأهم الآراء والمذاهب بهذا الصدد.
والفصل الثالث يتحدث عن مبحث المعرفة أو نظرية المعرفة من حيث مفهومها ومجالاتها وعلاقتها بالعلوم الأخرى، فنظرية المعرفة تبحث في المعرفة البشرية بمفهومها الفلسفي من حيث ماهيتها وتطورها التاريخي وأدواتها ومناهجها، وهي في العموم تبحث في إمكان المعرفة وتحدد الأهداف والنتائج، وذلك لأن نظرية المعرفة تبحث في المشكلات الفلسفية الناشئة عن العلاقة بين الذات المدركة والموضوع المدرك، أي بين العارف والمعروف.
والفصل الرابع يتحدث عن القيم من حيث مفهومها وأصنافها وعلاقتها ببعضها، باعتبار أن مبحث الأكسيولوجيا يضم آراء ومذاهب الفلاسفة في صنوف القيم وطبيعتها ومعاييرها ومنزلتها من الفلسفة، والحق والخير والجمال ثلاث قيم في ذلك المبحث، ولهذا عرضنا آراء الفلاسفة في مفهوم الحق وعلم المنطق وأيضاً معايير الحق المختلفة وموجز عن تاريخ علم المنطق وتطوره، وكذلك مفهوم الخير وطبيعته، وتاريخ علم الأخلاق وتطوره وأهم المذاهب والنظريات، وأيضاً الجمال من حيث طبيعته ومفهومه مع عرض للخطوط الرئيسية لتاريخ علم الجمال وتطوره عبر العصور. إقرأ المزيد