الدولة البيزنطية في فترة حكم الأسرتين الأيسورية والعمورية 717 - 769
(0)    
المرتبة: 87,679
تاريخ النشر: 31/12/2008
الناشر: منشورات جامعة قاريونس
نبذة نيل وفرات:شكلت الإسرتين الأيسورية والعمورية جزءاً من تاريخ الإمبراطورية البيزنطية لفترة تاريخية تمتد من عام 717-867م. كانت بيزنطة ترتكز على دعائم قوية وثابتة، فعلى الرغم مما كانت تتعرض له من حين لآخر من مشكلات داخلية وخارجية، تجعلها تبدو كأنها على وشك الانهيار، كان القدر يقيض لها شخصاً يعمل على إنقاذها ...بادءاً في تأسيس أسرة تتولى مقاليد الأمور في الإمبراطورية.
وهذا ما كان من أمر الأسرة الأيسورية، حيث كان قيام البيت الأيسوري القوي يسجل بالفعل اتجاهاً جديداً في شؤون بيزنطة، إذ يتوارى عن الأنظار الصراع على الملك بكل ما يورث البلاد من فوضى ولا يعود إلى الظهور إلا في نهاية الأسرة الأيسورية.
أما العاصمة التي هددها الأمويون والعباسيون من بعدهم بكل ما يملكون من قوة، فقد دافع عنها ليو وهو الجندي المحنك المجرب دفاعاً مجيداً، وكان ذلك في اللحظة نفسها التي استهل فيها حكمه، ومنذ ذلك الحين وقفت الإمبراطورية على قدميها على امتداد الحضارة الإسلامية، حتى تراجع مركز الاضطراب قليلاً في آسيا عند انتقال مقر الخلافة من دمشق عاصمة الأمويين إلى بغداد عاصمة العباسيين عام 750م، ومع ذلك لم يكن هناك أثر في وضع العداوة بين الخلفاء المسلمين.
فالحياة السياسية زمن الأسرتين تمثلت في التهديد المستمر من قبل المسلمين للدولة البيزنطية والبلغار والروس، واستطاعت بيزنطة أن تحفظ على ممتلكاتها رغم هذه التهديدات. ولكن في أواخر عهدي هاتين الأسرتين لم تستطع بيزنطة أن تحافظ على مكانتها الحربية بسبب المشكلة الدينية التي دارت حول عبادة الصور والتي أدت إلى انقسام المجتمع البيزنطي وإضعاف الدولة، الأمر الذي اضطر بعض أباطرتها إلى تقديم إتاوة لخلفاء المسلمين وغيرهم.
وإلى جاتب كل ذلك ساهمت الأسرتين في ازدهار الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للإمبراطورية وإن جعلت سياستهم الدينية واضطرابها سبباً في ضعف الدولة.
وما يسعى إليه هذا البحث هو تتبع أحداث هذه المرحلة التاريخية ليلقي الضوء على ما قدمته هاتين الأسرتان لتاريخ الإمبراطورية، ويتبين الأسباب التي كان وراء اختفاء هاتين الأسرتين من على مسرح الأحداث.
هذا وقد تم تفسير البحث إلى خمس فصول هي: الفصل الأول: تمهيد، وتناول جغرافية القسطنطينية ونبذة تاريخية عن تأسيسها، ثم عنوان الفصل وهو الدولة البيزنطية فترة ما قبل الأسرة الأيسورية، حيث تناول العوامل التي مهدت إلى قيام الأسرة الأيسورية من سياسية، وتمثلت في حروب هرقل وخلفائه مع الفرس والمسلمين، ثم تطرق إلى العوامل الاقتصادية وتمثلت في الظروف الداخلية للاقتصاد، ثم العوامل الدينية وما نتج عنها من خلافات مذهبية في الكنيسة البيزنطية.
الفصل الثاني: وهو خاص بقيام الأسرة الأيسورية، من حيث وصول ليو الأيسوري إلى العرش، وسياسته الداخلية، فتناول ما أصدره من قوانين على رأسها الأكلوغة التي تناولت مختلف مظاهر الحياة من سياسية واقتصادية واجتماعية، ثم ما حدث من حروب في عهده وما جرى من اتصالات دبلوماسية ونزاعه ضد البابوية في روما، ثم حاولت دراسة سياسة خلفائه من بعده، متمثلة في سياستهم الداخلية والخارجية، وأهم الحروب التي خاضوها بدءاً بقسطنطين الخامس وحتى عهد إيرين وقسطنطين السادس الذي يعد عهده نهاية الأسرة الأيسورية، بعد ذلك حاولت دراسة الفترة الضائعة بين الأسرتين في الفترة من 802-820م، التي تولى فيها العرش بعض المغامرين الطامعين في الثروة والمجد.
الفصل الثالث: وعنوانه: أوضاع الدولة البيزنطية فترة حك الأسرة العمورية، تطرق إلى دراسة العوامل التي ساعدت على وصول الأسرة العمورية إلى العرش وسياسة مؤسسها ميخائيل الثاني الداهلية والخارجية والدبلوماسية وخلفائه من بعده تيوفيلوس وميخائيل الثالث.
الفصل الثالث: تناولت هذه الدراسة الحياة الدينية المتمثلة في الحركة اللاأيقونية، وهي من أهم سمات فترة هذه الدراسة من حيث دراسة العوامل التي أدت إلى اتخاذ ليو مثل هذا القرار، ومدى تأثير ذلك على الحياة الاجتماعية والسياسية للدولة، وتناول فيها سياسة كل من الأيسوريين والعموريين الدينية، واختتمت الفصل بالنتائج التي توصلت إليها والتي نتجت عن الحركة اللاأيقونية.
الفصل الخامس: تناول الحياة الاقتصادية والثقافية للإمبراطورية فترة الأسرتين من حيث الحياة اليومية المتمثلة في الزراعة والصناعة وقوانين المنظمة لكل ذلك، ثم التجارة حيث تناولت الصادرات والواردات للإمبراطورية ومكوسها التي كانت تفرضها على البضائع التي تمر بأراضيها بسبب موقعها الجغرافي الممتاز الذي هيأ لها كل ذلك، ثم تكلمنا عن دور وسطاء التجارة الذين كانوا عاملاً جيداً في ازدهار الحياة الاقتصادية البيزنطية، ومن الناحية الثقافية تطرقت إلى التعليم فترة حكم الأسرتين، ودراسة أهم العلوم والرحلات العلمية، كما حاول إعطاء صورة عن الأدب والفن البيزنطي. ثم توصلنا إلى دراسة أهم نقطة وهي ذلك الجدل اللاهوتي الذي خرجت فيه بيونطة من الحركة اللاأيقونية. إقرأ المزيد