من سرق الطماطة أيها الوطن؟
(0)    
المرتبة: 53,449
تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: دار الفارابي
نبذة نيل وفرات:"حتى من تبقى مراكب الحب مقفلة...متى يغير القدر من سكة تحولاته ومسيرته...متى تفتح هذه الأشرعة...متى؟ كنت مجهدة من التعب مثل ديك قضى عمره في تعليم الثعلب أن يكون صديقه المعين في حراسة مزرعة الدجاج. هاهو الديك خائر القوى بعد أن أكل الثعلب جميع دجاجاته. وماهو مثير للغضب أن الثعلب ...بات يدعي الثقافة وحب الوطن، وأنه بالتحديد من ضحايا النظام السياسي السابق. لذا لم يكن إلتهامه للدجاج على حين غرة، إلا من أجل الوطن ووفاء للصداقة، أو هو مجرد إسترداد حق من حقوقه حاله حال بقية المنتمين لأحزاب المعارضة العراقية، حيث لكل منهم راتب كبير أو أكثر من مرتب حتى...في غمرة هذا التعب كنت أضمد بعض جراحاتي الجديدة بفتح ضمادات جروح قديمة، فأعدت الإتصال بصديق دمشق...ومن جديد وقفنا على مقولة نيتشه" إلا أنهم إخترعوا لاهوتاً لم يعد يتبع القلب ". قلت له وسماعة الهاتف تحملني أكثر من حملي إياها: أنا عندي المصيبة أكبر...في زمن صدام حسين، كان كل شيء في العراق ضد العقل، لكن بقي حنان الوطن مخبأ. الآن المعارضة إخترعت وطناً لم يعد يتبع القلب. وتحير به الروح، ثم بالله عليك تعال إنظر إلى سخرية القدر بالجروح حيث أخذ الإعلام العروبي يسمى الإرهاب مقاومة...فيا أصحابي هذه أمة بلا قلب لذا تشوهت لديها القيم. جاء صوته عبر أثير المسافات، مخنوقاً ومتيبساً، مثل صحراء ومدينة الزبير التي سرق ماء شطها منذ زمن بعيد...مثل ربابة البدوي الأخير الذي لا يعزف أحد على وترها سوى الريح: " غبية هي الأسئلة في التاريخ، سواء أمام الأنبياء قبل موتهم، أو بين العشاق قبل فراقهم...أما مثلك حائر بهذا العراق...جميع الذين تم نفيهم وتشردهم يسأل اليوم إبن العراق...أين صار الوطن؟ " أنا كل يوم أشتري خريطة من المكتبة أبحث عن موقع الوطن فلا أجده...هل علم الجغرافيا تابع للقلب هو الآخر؟ مشكلتك يا آخر المعتزلة وأول القتلى، أنك لا ترضى أن تعترف بخيانة الأصدقاء لك. صدقني يا صاح: هم باعونا كما باعوا الوطن من أجل لا شيء، هؤلاء وإن بدوا فقراء إلا أنهم جزء من الطبقة الأرستقراطية بنية وعقلاً ووجداناً...هذا فوق العقل، لذا لا يستطيع المعتزلة أن يصدقوه... تحسرت وداهمني صمت قصير ثم إنتبهت إلى سماعة الهاتف فأكملت شريطاً لا أعرف من أين بدأ، صدقني حاولت مراراً التخلص من وهج الروح لكني لم أستطع...النار لا تنطفئ إلا بعد إكتمال الحريق." يظل العراقي رهن هواجسه في غربة روحه وجسده، فالعراق في أزمة والعراق أضاع وطنه..فقده وأصبح ينعيه، وينبغي إخلاص مواطنيه. بأسلوبه العذب ومن خلال شخصيته المحورية " الراوي " ينطلق الروائي في سرد حكاية إبن العراق الذي تشرد عن وطنه، وحتى عن عواطفه.نبذة الناشر:في ذلك الزمن كان أول الغائبين هو الزمن... وكأننا لو ذكرنا تاريخ تلك الحوادث، فإننا سوف نزورها، كان فعلاً فالتاً من الزمن، والزمن كان خائناً للموت، فكأن عملية التأريخ هي عملية تزوير مهما حاولنا تأريخها... وحده القلب وبوح الفقد يستطيع أن يترك إمضاءه على مثل هذه الرواية. إقرأ المزيد