ديوان عروة بن الورد - مجلد
تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يحلو لبعض المؤرخين أن يربطوا بين اسم عروة وما عرف من صفاته وسيرته فهو شجاع مغوار، والعروة تعني الأسد، وبه سُمّيَ الرجل عروة.
كان عروة بن الورد موئلاً للضعفاء، إليه يلجؤون وبه يعتصمون، إذا أحدبت الأرض وتخلى عنهم الناس، والعروة من الشجر: الذي لا يزال باقياً في الأرض ولا يذهب، ...وهو أيضاً من الشجر ما لا يسقط ورقه في الشتاء مثل الأراك والسدر، وكان عروة يكنى "أبا الصعاليك"، وقيل: بل كان يكنى "أبا نجدة"، وقيل: كنيته "أبو المفلّس"، وقال آخرون: كانت كنيته في الحرب "أبا عبلة" وفي السلم: "أبا هراسة".
ويعرفه الأصفهاني بأنه شاعر من شعراء الجاهلية وفارس من فرسانها وصعلوك من صعاليكها المعددين المقدَّمين الأجواد، فهو شاعر وهو فارس وهو صعلوك كريم محترم، والصعلوك هنا حادث في معنى الإنسان الذي يعيش بسيفه ويؤمن رزقه بقوة ساكدة، كما سيتبين من خلال هذه الدراسة لديوان عروة.
ونتمثل في عروة صفات الفروسية العربية من العفة والنجدة وأباء الضيم، والكرم ومما يميز عروة أن أخلاقه السامية لم تبق دفينة في نفسه، مكتفية بتوجيه سلوكه وتصرفاته، بل كانت تفيض عنه شعراً سهلاً محباً تتشكل مدرسة يتعلم فيها أبناء عبس حسن السلوك، هذا وقد كان ابن السكين هو أول من تنبه إلى أهمية عروة وعني بجمع شعره، وعنه أخذ آخرون.
وقد اختار الباحث ولدراسته هذه شرح ديوان عروة، متقبساً ترتيب القصائد كما جاء فيه بتسلسله حسب الحروف الأبجدية بالنسبة للقوافي، وقد أحصى في الديوان تسعاً وثلاثين مقطوعة تعد في مجملها، مئتين واثنين وأربعين بيتاً، ملحقاً سبعة وعشرين بيتاً عثر عليها في ثنايا المصادر وأن ما يلفت في هذا الديوان هو أنه مجموعة مقطوعات قصيرة لا مجموعة قصائد، متميزة عن القصيدة الجاهلية بإلتزامها بوحدة الموضوع.
ومن ناحية ثانية، فقد كان شعر الصعاليك بصورة عامة وشعر عروة بن الورد على وجه الخصوص من أكثر الشعر الجاهلي صفاءً وتنزهاً عن التقليد والتقيد بقوالب الشكل، فهو شعر وجداني بحت، وهو ابن المناسبة المادية وابن الخاطرة الذهنية والمعاناة النفسية، وكان لكل قصيدة مناسبة، ومن الصعب منهم القصيدة إذا لم تعرف مناسبتها، والشعر فيها إنفعالي، وكثيراً ما يكون موجهاً إلى جهة ارتبطت بها المناسبة، أو يكون تعليقاً عليها، أو لفتة نفسية ولّدها التأثر بها...
أما أهم الموضوعات التي تناولها عروة فهي القضايا العائلية، القضايا القبلية، الصعلكة، فلسفة عروة وأخلاقه، وإلى هذا فقد عمد الباحث في دراسته هذا إلى شرح قصائد هذا الديوان شرحاً دقيقاً، بحيث أخذ على عاتقه ألا يترك كلمة واحدة دون تحديد معناها بدقة، المعنى المناسب لسياق الشعر، ثم ليضع المعنى العام ضمن السياق، ثم ليعمد، وبعد شرح جميع كلمات البيت إلى إعطاء المعنى العام له وربطه بما سبقه وبما أتى بعده، وعند الضرورة الفنية، كان يقوم، وفي الشرح الإجمالي، بجمع معاني غير بيت واحد، وتقديم شرح إضافي أو تعليق ذي أهمية من الهوامش، عند إقتضاء الأمر.
وتجدر الإشارة إلى أن الباحث عمد إلى تقديم دراسة موجزة عن وردة وعن خصائص شعره. إقرأ المزيد