التقييم والتشخيص في الإرشاد
(0)    
المرتبة: 26,875
تاريخ النشر: 14/02/2017
الناشر: دار المسيرة للطباعة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:اشتقت كلمة التشخيص لغوياً من الشخصية وفي المعجم الوسيط تعني عين الشيء وميزه عن غيره ويقال شخص المشكلة أي حددها، والتشخيص بذلك يرتبط بشخصية الإنسان وهو يكشف خبايا وصفات وخصائص الشخصية بصورة دقيقة، من هنا كان لزاماً على السيكولوجيين أن يتعمقوا في البحث حول هذه العملية ودراستها من كافة ...جوانبها، وهذا ما لم يقدم للباحث والقارىء العربي، إذ تكاد تخلو المكتبة العربية من موضوعات التشخيص النفسي تحديداً، وهذا ما دعا المؤلفان أن يقدما هذا الجهد المتواضع لسد النقص في هذا الموضوع الحيوي الهام في مجال الإرشاد النفسي وعلم النفس.
ظهر الإهتمام تاريخاً بمصطلح وعملية التشخيص النفسي مع بدايات الإهتمام بالطب وخاصة الأمراض التي تصيب الإنسان، حيث يستمد التشخيص أصوله من علوم الطب المختلفة، ولم يقتصر التشخيص على جانب واحد بل امتد إلى كافة جوانب الشخصية جسدياً ونفسياً واجتماعياً وانفعالياً، ويمكن العودة في نشأة هذه العملية إلى تاريخ الأطباء القدماء ومنذ أيام أبقراط وحضارات الصين والفراعنة والأفكار الواردة من السحرة والكهنة.
وبدأ التحول في بدايات القرن التاسع عشر الميلادي في مرحلة إيجاد تصنيفات للأمراض التي تصيب الإنسان سواء كانت جسمية أو نفسية أو عقلية، وظهر من الأطباء الفرنسي جين شاركو والألماني ايميل كرابلين والأخصائي النفسي بيير جانيه في محاولة منهم لتحديد خصائص الأمراض والإضطرابات النفسية والتي جميعها لم يكتب لها النجاح.
وبعد ذلك ظهرت الدراسات العلمية في مجال علم النفس والإهتمام بالسلوك والفروق الفردية، وكان العالم الإنكليزي فرانسيس جالتون الذي أجرى دراسته على شخصيات المشاهير والعظماء متبنياً ما يسمى علم نفس الفرد وعلم نفس الفارق، وجاء من بعده جيمس كاتل مما شكل منعطفاً هاماً في مسيرة وضع الإختبارات النفسية والعقلية، مما شكل الأساس لقيام عملية القياس والتشخيص النفسي والتي من خلالها يتم وصف الحالات والكشف عن مشكلاتها واضطراباتها سواء من حيث الأسباب أو الأعراض أو المظاهر أو المؤشرات إضافة إلى التحديد والتصنيف والعلاج.
ومع بدايات القرن العشرين ظهرت مدارس جديدة وعلى رأسها مدرسة التحليل النفسي للعالم فرويد وظهرت إختبارات جديدة لأول مرة مثل إختبارات الذكاء والشخصية فيما بعد، مما أرسى قاعدة هامة في عملية التشخيص الإكلينيكي والدينامي والسكودينامي ومحاولة إعطاء الشخصية التي تواجه مشكلة أو اضطراب نوعاً من الصورة الواضحة عن أعراضها ومؤشرات تدلل على حالتها ووصفها وتصنيفها وكذلك تأويل وتفسير شخصية المسترشد بصورة نهائية.
وتعد عملية التشخيص عملية جمع بيانات ومعلومات حول الفرد وتنظيم هذه المعلومات وتبويبها وتفسيرها واستنباط أفضل الطرق والوسائل للتعامل معها ومع الحالة في ضوء ما هو متوفر من معلومات ومؤشرات.
في هذا الإطار يأتي الكتاب الذي بين يدينا حيث يتناول الباب الأول مقدمة في التقييم والتشخيص في الإرشاد، والباب الثاني المشكلة النفسية ومجالات التعامل معها، والباب الثالث طرق وأدوات التشخيص المستخدمة في الإرشاد، والباب الرابع تشخيص المشكلات السلوكية والنفسية والتربوية. إقرأ المزيد