تاريخ النشر: 25/09/2008
الناشر: مؤسسة البلاغ
نبذة نيل وفرات:منذ حقبة من الزمن ليست بالقصيرة، ومحافل أخصائيي الاجتماع والتاريخ والمنظرين ومن على طريقهم منهمكة في البحث حول عوامل تقدم المجتمعات الحضاري والمدني وسر تقهقرها، فراحت جماعة إلى أن السر مادي اقتصادي بحث(!)، فيما تخلت ثالثة عن البحث على منتصف الطريق حين ألقت باللائمة على الدورات الزمنية الطبيعية الاجتماعية ...المتلخصة في الرقي، فبلوغ القمة فالسقوط وهكذا دواليك.
والواقع أن غالبية هذه المحاولات التحليلية تعاني من خلل مشترك يعكس بجلاء إحدى الأزمات المعاشة المتمثلة في النظرة الأحادية إلى الظواهر والأمور من بعد وزاوية واحدة. فالحق أن النظرة السريعة إلى تاريخ بزوغ شمس الحضارات البشرية ومغيبها يكشف النقاب عن حقيقة مفادها بأن واحداً من أهم عوامل السمو الحضاري يتمثل في سلامة البنية الأخلاقية للأمة وعمر السمو الحضاري والمدني مرهون بعدم التمرد عليها ودوام التطابق بينها كنظرية وبين التطبيق في الممارسة، لكن:
ما هو الطريق لاستكشاف هذه القيم والمفاهيم والأخلاقيات التي تستدعيها أحلامنا بالتقدم الحضاري والمدني. هل التجربة هي الوحيدة إليها!؟ هل الوحي هو السبيل الوحيد إليها!؟
ومهما تعددت الأسئلة في هذا الإطار فالإجابة واحدة عليها فيما نقدمه إليك أيها القارئ في هذا الكتاب الذي بين يديك، لكون كتاب مكارم الأخلاق أحد أكثر الكتب قيمة من الناحيتين العلمية والعملية حيث سطر فيه العلامة الطبرسي (قده) أخلاق الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، مستقاة من أعماله، أقواله وتقريراته الشريفة، فهي من وحي السماء، أنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، وهي لمن أراد الحقيقية من التجربة من وحي التجربة لأن خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم بنى بتطبيقها أكبر حضارة في تاريخ البشرية، فإنه ثبت نجاحها عملياً وأنجبت مدنية لا تضاهي، فإليك هذا السفر القيم في حلته الجديدة الأنيقة المزودة بالتعليقات والتوثيقات الكثيرة. إقرأ المزيد