تاريخ النشر: 01/01/2005
الناشر: دار المرتضى للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:يدور الكتاب حول الإمامة والمسائل المرتبطة بها؛ كما نصّ المؤلف على ذلك في مقدمته، ومن هذه المسائل إثبات الإمامة عقلاً ونقلاً، صفات الإمام، بقاء الإمام ببقاء القرآن، عدد الأئمة، غيبة الإمام ورجعته، سيرة الأنبياء في نصب الإمام والخليفة، أساليب تعيين الإمام، مناقب الأئمة وأفضليتهم ومقص الآخرين، فائد الإمام والإجابة ...عن الشبهات، وذكر في القسم الأخير من الكتاب الفرق الإسلامية سواءً الأصلية أم الفرعية، التي نشأت عن الخلاف في الإمامة.
ويمكن القول بأن هذا الكتاب يعتبر نادر المثال في موضوعه، لقد قام المؤلف بتحليل الموضوعات المطروحة في باب الإمامة كما فعل في كتابه الآخر "كامل بهائي" وأثبت أحقية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وأئمة أهل بيته عليه السلام، وذلك بالتوكؤ على الآيات القرآنية والأحاديث المتواترة، والإستناد إلى البرهان العقلي وسيرة العقلاء.
وسيلاحظ القارئ تلك الصراحة التي تحلّى بها المؤلف في عرض الحقائق، وقلّما يلاحظ ذلك في كتاب آخر، يقول في هذا المجال، "لما لم يجد علماؤنا ناصراً، وكان أعداؤهم كثيرين؛ لذلك لم يصرحوا في القول فاستعملوا فيه الكتابة والتعريض، و.... ولكني واثق بكرم الله تعالى وبمعجزات الأئمة عليه السلام وما علمته، كتبت منه أربعة أسداسها، وأهل قسمان، لأن الإجماع حصل بأن التقية واجبة [...].
وإلى ذلك، وبالعودة إلى الكتاب، لمّا كان المؤلف من أعلام القرن السابع، وكان قد ظفر بالمصادر المهمة للقدماء وكتب أصولهم، فإنه تعرض في كتابه هذا إلى دقائق علمية وتاريخة وحديثية، نشير إلى بعضها فيما يأتي: 1- تمنّي عبد الله بن عمر في مجلس يزيد أن لو كان شارك في قتل الإمام الحسين عليه السلام، 2- اعتقاده أن الراغب الأصفهاني كان شيعيّاً إماميّاً، وقد نقل عنه صاحب (الذريعة) ذلك أيضاً، 3- مشاركة الحسن البصري معاوية في البراءة من أمير المؤمنين عليه السلام وحضوره في كربلاء، 4- عمارة مسجد الغدير الواقع بين مكة والمدينة في عصر المؤلف، 5- نقل أحاديث عن معاصره قطّان الأصفهاني الحافظ وهي؛ ثلاثة آلاف حديث مسند وتسعة آلاف حديث مرسل.
وهذا وقد ذكر المؤلف خلال تأليف الكتاب، مصادر تعذر الحصول على بعض مخطوطاتها من قبل المحقق، ومهما يمكن من أمر فإن الكتاب يتحدث عن العقائد الصحيحة، وبخاصة عقيدة الإمامية، ويثبتها عن طريق الإستدلال بالآيات والأحاديث والبراهين العقلية، وفي الوقت نفسه يحتوي الكتاب على مسائل ذات قيمة حول تاريخ الإسلام وقضايا الهجرة، والغدير، وعدد المنافقين.
وقد أورد المؤلف نبذة تاريخية عن مواليد الأئمة ووفياتهم، كما أشار في فصل الفرق والمذاهب إلى أكثر الفرق الإسلامية، والفرق التي كانت قبل الإسلام أيضاً، كما تعرض إلى ترجمة بعض الفلاسفة المسلمين واليونانيين.
وتجدر الإشارة إلى أن النقطة الجوهرية الموجودة في هذا الكتاب هي الإلتفات إلى قيمة بعض الأحاديث والروايات والمعلومات التاريخية، لا يمكن العثور عليها في مصادر أخرى، مما يدعو إلى عدّ هذا الكتاب المصرد الأول لها.
أما بالنسبة للمؤلف، فهو كما نصّ عليه أرباب التراجم: الشيخ الفقيه عماد الدين، وعماد الإسلام الموثوق به عند العلماء الأعيان؛ العالم الخبير، المتكلم الجليل، المحدّق النبيل الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الطبري (أو الطبرسي) الآملي، الإسترابادي.
وقد كان معاصراً للمحقق الطوسي والمحقق الحلّي والعلّامة الحلّي، آراؤه الفقهية منقولة في الكتب، كان من أفاضل عصره، ومن فحول الإمامية وأكابرهم: له مصنفات كثيرة جيدة في الفقه والحديث والكلام وغيرها، همّ فيها بتشييد قواعد الدين وتحقيق حقائق المذهب، وقد نالت كتبه الفقهية اهتمام الفقهاء المتأخرين فنتقلوا آراءه في كتبهم.
ونظراً لأهمية الكتاب، فقد تم الإعتناء به، وجاء منهج التحقيق على النحو التالي: 1- اختيار العبارة الصحيحة أو الأصح من تضاعيف النسخ الموجودة، والإشارة في الهامش إلى اختلاف النسخ، 2- تحقيق المباحث واستخراج المصادر، 3- مراجعة المصادر المهمة المعروفة قبل عصر المؤلف. إقرأ المزيد