تاريخ النشر: 01/01/2005
الناشر: دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:قامت الرسالة الخاتمة بإرشاد بني إسرائيل الى طريق الحق، وقامت بتصحيح ما لديهم من معلومات وما يحتفظون من ذكريات تتعلق بأحداث لم يشهدوها في الماضي، إبتداء من هجرة إبراهيم عليه السلام الى الأرض المباركة. ومروراً بخلافة داود عليه السلام وقيام مملكته وبناء سليمان عليه السلام للهيكل. وإنتهاء ببعثة المسيح ...عليه السلام وماإنتهت إليه ولكن الذين كفروا من بني إسرائيل لم ينصتوا الى الحق الذي أخبرتهم به الرسالة الخاتمة، وركنوا الى مقولة الأخبار في عهودهم القديمة والتي تقول : أن داود إختاره الله وعينه ملكاً. ومملكة داود هي عنوان ودعاء عهد الله لإبراهيم عليه السلام. وأورشاليم إختارها الله عاصمة لهذا الملك. ولأن داود هو مؤسس المملكة فهو المسيح المصطفى وعلى الجميع أن يخضعوا لسلطات مملكته الأزلية ولعاصمتها أورشاليم. لأن التعبد لله لا ينفصل عن الولاية للأرض وعاصمتها.
ولما كانت المملكة قد زالت على أيدي الغزاة في الماضي، فإن على المؤمنين بها أن يعملوا من أجل عودتها. وأن يظل هذا العمل دائماً حتى يأتي المسيح إبن داود في المستقبل ليعيد المملكة الى الوجود ويعيد المجد والرفعة الى اليهود. وعندما ركن اليهود الى هذه المقولة ولم يؤمنوا بالرسالة الخاتمة وقالوا يوماً: ليس علينا في الأميين سـيل. ويوماً آخر: نحن أولياء الله من دون الناس ونحن أبناء الله وأحبائه، ثم راحوا يسعون في الأرض فساداً. وينسبوا الى الله تعالى ما لا يناسب ساحة قدسه وكبرياء ذاته جلّت عظمته، فعندما مقلوا هذا وغيره، لعنهم الله وألقى سبحانه بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة وقوله تعالى: "(وألقينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة)" فيه ما لا يخفى من الدلالة على بقاء أمتهم الى آخر الدنيا. وحذّر الله تعالى المسلمين أن يردوا موردهم فيصيبهم ما أصابهم.
هذا ولما كان الله تعالى قد توعّد الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق بصرفهم عن آياته، ولما كانت في بطن الغيب آيات عندما تأتي لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل، ولما كان خروج المسيح الدجال أحد هذه الآيات كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فإن الذين كفروا من بني إسرائيل قد وقعوا في شباك الدجال ولحق بهم الذين إتبعوا سنتهم وأمسكوا بذيولهم. وإذا كانت النتيجة هي وقوعهم في شباك المسيح الدجال، فإن ذلك يستقيم مع ماقدموه لأنفسهم عند المقدمة. حيث لم ينقادوا الا الى اللذة والكمال المادي وما يستحسنه لهم كبرائهم. وعلى هذا الطريق نسجوا للبشرية شباكاً من الفتن متعددة. وقد حزرًّ الأنبياء وفي بداية الطريق من الفتن التي تلقي بأصحابها تحت أقدام المسيح الدجال آخر الزمان، ولكن المسيرة الإسرائيلية لم تنصت في نهاية المطاف الى تحذيرات الأنبياء ، ومع تحريفهم المستمر للأصول إلتقطوا تحذير الدجّال ووضعوا عليه لباس التبشير، وذلك عندما وجدوا أن ما معه يلتقي مع فقه الحسن والزينة الذي تشربوا أصوله من أفواه الأخبار.
وقد صرحوا للنبي صلى الله عليه وسلم بأنهم ينتظرون أميراً يملكون به الأرض، وما هذا الأمير إلا المسيح الدجال. هذا ما سيبينه المؤلف في كتابه هذا الذي حاول من خلاله إلقاء شعاعاً من الضوء على مسيرة الدجال وإشعاعاً آخر على مسيرة المهدي المنتظر التي حددها الدين الخاتم والذي يمثل الخير المخبوء في بطن الغيب والذي سيواجه معسكر الدجال آخر الزمان، وبين المعسكرين ستدور معارك الفطرة والقدس، ومن عدل الله أن جعل أمام الشر المخبوء خير مخبوء آخر الزمان ليكون في ذلك حجة على جبين المستقبل. إقرأ المزيد