تاريخ النشر: 01/04/2008
الناشر: مؤسسة البلاغ
نبذة نيل وفرات:هل ضقت ذرعاً بهذه الحياة، وتأففت مختنقاً من مشاكلها وأكدارها؟ هل فقدت عزيزاً؟ أو تعرضت للأذى من أقاربك، أو ذويك وأفراد أسرتك، أو جيرانك وأقرب الأصدقاء وأحبهم إليك..؟ وهل وجدت نفسك يوماً ما متضايقاً حتى من نفسك، وشهواتها العديدة اللامتناهية واللامعقولة؟! وهل تجرعت -وأنت تعيش عصر الماديات والمظاهر والتلذذ، ...والتفاخر والإنحلال- كؤوساً أشد فتكاً من السم القاتل، وأشد مرارة من الحنظل الممجوج؟!
وهل كنت رغم كل تلك الأمور قانعاً بما كتبه لك الخالق وقدره، ومفوضاً أمرك إليه وحده، وزاهداً في كل مغريات الدنيا وملذاتها، وصامداً رغم أعتى العواصف والأزمات، ومتواجهاً بقلبك وجميع جوارحك نحو رب الأرباب وخالق الكون والعباد؟ تدعوه وتلجأ إليه لا إلى سواه، تسأله المغفرة لك ولجميع المؤمنين والمؤمنات.
وهل أنت ممن يدركون بعقلهم السليم وفكرهم الصائب بأن هذه الحياة وما تحويه من منغصات ومصائب وأهوال ليست سوى طريق عبور قصير الأمد، محدود الثواني والدقائق والساعات، بعدها حياة الأبد والخلود وسعادة العاملين في دار الشقاء والعناء؟!
وهل أنت عزيزي المؤمن ممن يذهبون ولو مرة في الأسبوع للعبرة والموعظة لزيارة قبور أمواتك، وغيرهم من أموات المؤمنين والمؤمنات، ويتصدق عن أرواحهم بآيات بينات من الذكر الحكيم؟
وهل خشع قلبك على فراقهم، ودمعت عيناك وأنت تقرأ هذه الكلمات: (أنتم لنا فرط ونحن إن شاء الله بكم لاحقون..)؟ هل أنت ممن يتركون فراشهم في عز الرقاد ويستيقظون بعد منتصف الليل ليؤدوا صلاة الليل، ويبتهلوا إلى الله بدعوات ويناجون بخشوع خالق الأرض والسموات؟
إذا كنت عزيزي المؤمن، عزيزتي المؤمنة من هؤلاء الملتزمين الذين لا ينظرون إلى الدتيا بنظرة الاستكبار والاستعلاء، تعالوا معنا لهذه الرياحين نناجي خالق الخلق أجمعين بأكثر من مناجاة، وأكثر من دعاء. فإلى رياحين الجنة ندعوكم جميعاً. إقرأ المزيد