تاريخ النشر: 01/12/2007
الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:ثلاث مواقف يعيشها المنتمون إلى الإسلام في عصرنا الراهن، وكذلك كان السابقون. فالتاريخ يعيد نفسه بجوهر واحد ومظاهر متعددة. فالطرق وأصحابها ثلاثة:
أ-اللامبالاة والتفرج، وأفراده يحملون أفكار الناس والعجز وثقافة التثبيط والشك والتبرير والكسل والتثاقل إلى الأرض. ب-الذين يعملون بحماس ولكن يصبون في غير مرماه المطلوب. لذلك تجدهم يدورون حول ...أنفسهم وهم يحسبون أنهم يتقدمون، فالعالم الاستكباري يسيطر بأساليبه العلمية المتطورة، وهؤلاء على عقليتهم سائرون. ج-الطريق الثالث، وهو يرفض اللامبالاة كما يفرض الاستبداد بالرأي.
إنه طريق ينمِّي في الأفراد روح المسؤولية والتفكير الواقعي والسعي المنهجي الجادّ لإنجاز النقلة الصحيحة من حالة سيئة إلى حالة حسنة ثم حالة أحسن. من خصائص السالكين في هذا الطريق أنهم لا يتعبون، ولا يتراجعون، فهم كتلة من النشاط والحيوية، منطلقون في عمل الخير، يدعون إلى إصلاح ذات البين، ونبذ الشتات، وينشرون وعي التعامل مع الرأي الآخر، وأخلاقيات التعايش، ولكن ربما غيّروا المواقع والأساليب تبعاً لحركة الزمن وفقه المتغيرات. وأصحاب هذا الطريق هم المصلحون الذين يتمثلون واجبهم الشرعي ويكون الإصلاح هو الموضوع الشائك الذي يسعون وراءه بكل جهدهم وبكل إخلاص.
وصاحب هذا الكتاب هو ممن عقد العزم على السير على هذا الطريق وطرح هذا الموضوع الشائك وذلك من خلال كتابه هذا بفصوله الثلاث، حيث يأتي في الفصل الأول على بيان خطورة مرض الاختلاف وذكر حقيقته وأنواعه الجائز منه وغير الجائز لينتقل من ثم في الفصل الثاني إلى تحديد أهم أسباب الاختلاف غير الجائز بين الناس. ثم ذكر رأي الإسلام وإدانته له وسبيل التخلص منه، ليحاول من ثم في الفصل الثالث إلقاء الضوء على سلم الصعود إلى التوافق الاجتماعي وبناء أسس المجتمع الإسلامي القائم على الفكر الناضج والأخلاق الحسنة والتعددية والحرية وثقافة التعايش واحترام المستقبل الذي هو حق الجميع. إقرأ المزيد