معاني المباني في أحوال اللغة وأعمال المثقفين
(0)    
المرتبة: 129,219
تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: دار النهار للنشر
نبذة نيل وفرات:هذا المجموع تكملة لـ كلمن. فمرة أخرى، تبدأ الجولة من اللغة وتتسع إلى أنواع مختلفة من منتجات الثقافة. ويوشك النظر أن يبدو متنقلاً على غير هدى. فما الذي أجاز التخلص من التوازي الشاسع بين الشفهي والمكتوب إلى التوازي الشاسع أيضاً بين لغتين؟ وما الوشيجة بين التوتر الذي يصحب كلا ...من هذين وبين موسيقى الشعر؟ وهل يكبو الكتاب دون أدنى مطمح في الوحدة والقارئ لم يزل في الباب الأول منه ولما يصل إلى مسائل العولمة والفردية ولا إلى أسئلة العمارة والمشكل من أمر الديمقراطية والإسلام... مع العلم أن هذه اللائحة لا تستقصي مدارات الكتاب؟
سيرى القارئ، إذا تفضل على هذه المقالات بما يقتضيه إبصار الخيط الذي يلم شعثها من محبة وصبر، أن مواضيعها لا تعدو أن تكون أمثلة. وسيرى أن هذه الأمثلة تتابع أمثلة أخرى حوى بعضها الكتاب السابق وتتقدم معها، شأن أغصان ملقاة على البحر، نحو تعرف موضوع واحد يمكن أن يحصر في تعريف ولكن لا تفرغ منه إجالة الأبصار ولا تستنفد مجاليه النصوص. والموضوع هو المبنى، لا بما هو مقابل للمعنى بل بما هو إنشاء له يمكن تتبع كيفياته أو هو تلمس اختباري له أو عبارة من عباراته المحتملة. وفي العبارة المذكورة اختيار، لا ريب أو فيها ما هو أبعد غوراً من الاختيار: أي معاناة التقريب والمصاقبة من غير أن يكون المعنى متقدماً عليها بالنجاز تقدم القالب على الإناء، مثلاً. غير أنه ليس للعبارة، سواء أكانت لفظاً أم مذهباً في الاعتقاد أم عمارة أم غير ذلك، أن تأتي تعسفاً محضاً ولا مجرد تواضع لا ضمانة له من حاله، بل الضمانة محصورة في نية مفترضة للمتواضعين.
هذا وقد كان للسيرة الذاتية نصيب من هذا الذي يبدو نثارا وهو المقالات المضمومة في هذا الكتاب. وكان مدخل السيرة الذاتية إليه مسألة الفردية وتكونها عبر الجدل بين لغتين والتعلق -في أدنى تقدير- بثقافتين. فهذا كتاب يبدأ بتقابل الألفاظ في المعجم المتقابل وينتهي بموارد الديمقراطية (شحيحها والغزير) في النشأة وشعائر الجسد وأحوال العصبيات. وليس مؤلفه، وهو يقص فيه أطرافاً من سيرته، إلا مثلاً من أمثلة تخللت النصوص أو استوت موضوعات لها. إقرأ المزيد