طوق الخطاب - دراسة في ظاهرية ابن حزم
(0)    
المرتبة: 43,711
تاريخ النشر: 20/09/2007
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
المرحلة المدرسية:
نبذة نيل وفرات:إن الجهود التي بذلها علماء التراث العربي من أجل فهم الظاهرة اللغوية تتنوع في مجالاتها وتختلف في منطلقاتها وغاياتها، وقد أنتج هذا التعدد كما معرفياً ما زال رغم الجهود المعاصرة، بحاجة إلى قراءات حديثة، تعيد إليه اعتباره، وتستثمر معطياته على نحو خلاق.
صفة "الحديثة" لا تشير إلى اتجاه معين، أو ...مدرسة نقدية أو فلسفية، بقدر ما تعني أن العودة إلى هذا الماضي تتم عبر المنجزات الحديثة، أي أن جهاز التلقي الذي نقرأ عبره الماضي مشحون بشحنات حديثة، تستمد من النظريات والإنجازات المعاصرة، طاقتها المعرفية التي تدفعها إلى إعادة بناء الماضي برؤية حديثة.
على هذا النحو يحاول هذا البحث أن يقرأ إنجازات "علم الأصول" ممثلاً في ابن حزم في مجال تحليل الخطاب قراءة معاصرة. والقراءة المعاصرة لمباحث ابن حزم في مجال تحليل الخطاب من خلال علم الأصول تعني أن نستمد من علماء تحليل الخطاب المعاصرين معرفته بهذا العلم الحديث، وعبر هذه المعرفة يقرأ تراثه.
يمثل ابن حزم حالة فريدة، فهو يحاول عبر أدواته العلمية المستمدة من منجزات العلوم الإسلامية (النحو، البلاغة، اللغة) والعلوم الإغريقية المترجمة (المنطق، الفلسفة) المساهمة في تأسيس علم مستقل في موضوعه ومنهجه وأدواته وفق رؤية أصولية اتخذت لنفسها تسمية "أهل الظاهر" تمييزاً لنفسها من الرؤى الأخرى التي أنتجت أدواتها المختلفة التي تتسق مع رؤيتها الأصولية.
رغم الأهمية التي حظي بها ابن حزم من قبل الباحثين المعاصرين، إلا أن هذا الوجه اللغوي لم يزل بعيداً عن اهتماماتهم. وهذا ما يدفع إلى محاولة إبراز هذا الجانب، لتكتمل صورة ابن حزم بوصفه مفكراً يقيم بناءه الفكري على أسس لغوية تعبر عن تصوره للوجود وللعالم.
تعتمد هذه الدراسة المنهج الداخلي، في تحليل مفاهيم ابن حزم، في المعرفة واللغة والفهم وتحليل النصوص، وذلك بالرجوع إلى نصوصه نفسها ومحاولة فهمها بالإحالة بعضها على بعض في سياقها التاريخي المعرفي الذي جاءت فيه، بعيداً عن منهج التحليل التاريخي الذي يحاول فهم النصوص بتتبع سيرة المؤلف الشخصية ومحاولة ربطها ربطاً مباشراً بالأحداث السياسية والاجتماعية.
أما ما ورد من قضايا في كل فصل، فيمكن أن نوجزها على النحو التالي: يحاول الفصل الأول أن يجيب على أربعة أسئلة أساسية، هي: ما الأسس المعرفية التي تقوم عليها نظرية المعرفة الظاهرية؟ ما العقل وما وظيفته في المنظور الظاهري؟ كيف ترى الظاهرية الحقيقة؟ ما أ>وات التفكير المعتمدة عند الظاهرية؟
وإذا كان الفصل الأول قد استعرض الطريقة التي يركب بها الإنسان معرفته، أو ما يمكن أن نسميه بفعل العقل في المعرفة، فإن الفصل الثاني قد استعرض فعل اللغة في المعرفة، أي مشكلة اللغة في بنية المعرفة الظاهرية، وهذه المشكلة تطرح أسئلة من نوع: ما اللغة؟ وما طبيعتها؟ وما مكوناتها؟ وما علاقتها بالفكر؟ وما علاقتها بالبرهان؟ وكيف تدل اللغة؟ وكيف يتصرف الإنسان باللغة، ليعرف العالم وموجوداته؟
يعالج الفصل الثالث مشكلة فهم البيان، بيان الخطاب في منظور الظاهرية، وفي هذه المعالجة يجعل ابن حزم من فهمه العقلاني للعالم (الوجود) مؤسساً لفهمه للبيان، ومنه بيان الخطاب.
يستعرض الفصل الرابع، قوانين (أصول) تفسير الخطاب كما صاغتها مرجعية ابن حزم النظرية التي أوضحنا، في الفصول السابقة، متبنياتها في المعرفة واللغة والفهم، أما هذا الفصل فسيوضح طريقة صياغة هذه المرجعية لقوانين التفسير الإجرائية في علم الأصول الظاهري، أي صياغتها لأصول الخصوص والعموم والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والاستثناء والتأويل. إن جميع هذه الأصول مبنية على مفهوم ا لدليل (في صوره السبع) الذي يمثل خلاصة وجهة نظر الظاهرية في فهم الخطاب. إقرأ المزيد